للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• وعن أبي الدرداء قال: "تمام التقوى أَن يتقي الله العبدُ، حتى يتقيه من مثقال ذرة؛ وحتى يترك بعض ما يرى أَنه حلال خشية أن يكون حراما، يكون حجابا بينه وبين الحرام؛ فإن الله قد بيّن للعباد الذي يصيرهم إليه فقال: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (١) فلا تحقرنَّ شيئًا من الخير أَن تفعله، ولا شيئًا من الشر أَن تتقيه".

• وقال الحسن: " ما زالت التقوى بالتقين حتى تركوا كثيرًا من الحلال؛ مخافة الحرام ".

• وقال الثوري: " إنما سموا متقين لأنهم اتَّقَوْا ما لا يُتَّقى ".

• وقال موسى بن أعْين: " المتقون تنزهوا عن أشياء من الحلال مخافة أَن يقعوا في الحرام. فسماهما الله متقين ".

• وقد سبق حديث: " لا يبلغ العبد أَن يكون من المتقين حتى يدع مالا بأْس به؛ حذرا مما به بأْس (٢) ".

• وحديث: " من اتقى الشبهات استبرأَ لدينه وعرضه " (٣).

• وقال ميمون بن مهران: " المتَّقي أَشدُّ محاسبةً لنفسه من الشريك الشحيح لشريكه ".

وقال ابن مسعود في قوله تعالى: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} (٤) قال: (أن يُطاعَ فلا يُعصى، ويُذكَرَ فلا يُنْسَى، وأن يُشْكَر فلا يُكْفَر).

• وخرجه الحاكم مرفوعًا (٥)، والموقوف أَصح.

وشكره يدخل فيه جميع فعل الطاعات.

ومعنى ذكره فلا ينسى: ذكر العبد بقلبه لأوامر الله في حركاته وسكناته وكلماته فيمتثلها، ولنواهيه في ذلك كله فيجتنبها.

* * *


(١) سورة الزلزلة: ٧، ٨.
(٢) في شرح الحديث السادس ص ٢١٧.
(٣) الحديث السادس من أحاديث الكتاب ٢٠١ وما بعدها.
(٤) سورة آل عمران: ١٠٢.
(٥) في المستدرك ٢/ ٢٩٤ وصححه على شرط الشيخين وأقره الذهبي ولكن موقوفًا،

<<  <  ج: ص:  >  >>