للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شيء؛ حيث كان كفارة لذنبه، ولم يكن ذنبه من الكبائر فكيف بما كان من الأعمال مكفرًا للكبائر؟.

* وسبق أَيضًا قول من قال [من السلف: إن] (١) السيئة تمحى، ويسقط نظيرها حسنة من الحسنات التي هي ثواب العمل.

فإذا كان هذا في الصغائر فكيف بالكبائر؟ فإِن بعض الكبائر قد يُحبط بعض الأعمال المنافية (٢) لها كما يبطل المن والأذى: الصدقة، وتبطل المعاملة بالربا: الجهاد كما قالت عائشة.

* وقال حذيفة: قذف المحصنة يهدم عمل مائة سنة، وروى عنه مرفوعًا، خرجه البزار (٣).

* * *

* وكما يبُطل تركُ صلاة العصر العملَ فلا يُستنكر أَن يُبْطِل ثوابَ العمل الذي يكفر الكبائر.

* * *

* وقد خرج البزار في مسنده والحاكم من حديث ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

* يؤتى بحسنات العبد وسيئاته يوم القيامة فيقص أو يُقضَى بَعْضُها من بعض، فإن بقيت له حسنة وسع له بها في الجنة" (٤).


(١) ما بين الرقمين ليس في ب.
(٢) ليست في ب.
(٣) الحاكم في المستدرك ٤/ ٥٧٣ وقال: أخرجه مسلم شاهدًا، وقال الذهبي: قد استشهد مسلم بليث بن سليم (أحد رواة الحديث).
(٤) أخرجه الحاكم في المستدرك ٤/ ٢٥٢ وصححه على شرط الشيخين وأقره الذهبي رواية عن أبي عبد الله: محمد بن يعقوب الشيباني، عن يحيى بن محمد الذهلي، عن مسدد، عن المعتمر قال: سمعت الحكم يحدث عن الغطريف، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الروح الأمين قال: قال الرب عز وجل: "يؤتى بحسنات العبد وسيئاته فيقص بعضها ببعض فإن بقيت حسنة وسع الله له في الجنة" وروى عقبها من حديث الغطريف عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما حدثه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثه أن الروح الأمين حدَّثه أَن الله تعالى قضى أن يؤتى بعمل العبد يوم القيامة حسناته وسيئاته فيقص بعضها ببعض فإن بقيت له حسنة واحدة وسع الله له في الجنة ما شاء.
قال الحكم: فأتيت أبا سلمة يزداد فقلت له: فإن ذهبت الحسنة ولم يبق شيء؟ فقال: {أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>