ولعل مأتي هذا التضعيف من وكيع أو من عثمان بن أبي شيبة وحده؛ فقد اختلفت كلمة المحدثين بشأنه؛ لما كان له من أوهام في بعض الأحاديث ولا كان له من ضبط في بعضها الآخر. ويبدو أن ى راعى جانبا. فقد أنكر العجلي عليه بعض أحاديث قال: هي موضوعة أو كأنها موضوعة ثم قال: ما كان أخوه يتطفف نفسه بشيء من هذه الأحاديث، نسأل الله السلامة في الدين والدنيا؛ نراه يتوهم في هذه الأحاديث، نسأل الله السلامة. أما ابن معين؛ فقد ذكر أنه ثقة مأمون. وأما أبو حاتم فقد قال: سمعت رجلًا يسأل محمد بن عبد الله بن نمير عن عثمان بن أبي شيبة، فقال: سبحان الله! ومثله يسأل عنه؟ إنما يسأل هو عنا. وذكره ابن حبان في الثقات. وهو من العاشرة. ولد سنة ١٥٦ وتوفى سنة ٢٣٩ وروى له البخاري ٥٣ حديثًا ومسلم ١٣٥. راجع ترجمته في التهذيب ٧/ ١٤٩ - ١٥١، والتقريب ٢/ ١٣ - ١٤ ت ١٠٧. ولعل اختلاف الكلمة في شأن عثمان بن أبي شيبة هو ما دفع كلا من أبي داود والخطابي والمنذري أيضًا للسكوت عليه، سيما وقد روى عن عثمان كل من البخاري ومسلم وأبي داود وابن ماجه والنسائي، أما ابن إدريس! فهو عبد الله بن إدريس الأودي الزعافري أبو محمد الكوفي. روي عن أبيه وعمه داود والأعمش ومالك وشعبة وليث بن أبي سليم وغيرهم. وروى عنه مالك وهو من شيوخه وابن المبارك وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين وابنا أبي شيبة وغيرهم. من الثامنة، روى عنه الأئمة الستة. قال أحمد بن حنبل: كان نسيج وحده. وقال عثمان الدارمي: قلت لابن معين: ابن إدريس أحب إليك أو ابن نمير؟ فقال: ثقتان؛ إلا أن ابن إدريس أرفع منه وهو ثقة في كل شيء. وقال أبو حاتم: هو حجة يحتج بها، وهو إمام من أئمة المسلمين ثقة. وقال النَّسَائِي: ثقة ثبت. ولد سنة ١١٠ وتوفي سنة ١٩٢. وترجمته في التهذيب ٥/ ١٤٤ - ٣٤٦ والتقريب ١/ ٤٠١ ت ١٨١. وأما وكيع: فهو وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي أبو سفيان الكوفي الحافظ، من كبار التاسعة. روى عن أبيه وهشام بن عروة والأعمش ومالك وابن جريج والأوزاعي والثوري وغيرهم. روى عنه أبناؤه وشيخه سفيان الثوري وعبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل وابنا أبي شيبة وغيرهم: قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ما رأيت أوعى للعلم من وكيع، ولا أحفظ منه كان مطبوع الحفظ وكان وكيع حافظًا حافظًا وكان أحفظ من عبد الرحمن بن مهدي كثيرًا كثيرًا وقال في موضع آخَر أخطأ وكيع في خمسمائة حديث، وسئل حين فضل وكيعًا فقال: وكيع لم يتلطخ بالسلطان: ما رأيت أحدا أوعى للعلم =