للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أَبو بكر الصديق في تفسير {ثُمَّ اسْتَقَامُوا}: قال: لم يشركوا بالله شيئًا.

* وعنه قال: لم يلتفتوا إلى إله غيره، وعنه قال: ثم استقاموا على أن الله ربُّهم (١).

* وعن ابن عباس بإسناد ضعيف قال: هذه أَرْخَصُ آية في كتاب الله {قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} على شهادة أن لا إله إلا الله (٢).

* وروي نحوه عن أنس، ومجاهد، والأسود بن هلال، وزيد بن أَسلم، والسّدِّي، وعِكرمة، وغيرهما.

* وروي عن عمر بن الخطاب أنه قرأ هذه الآية على المنبر {إنَّ الذَّينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} فقال: لم يروغوا روغان الثعلب (٣).

* وروى عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله تعالى: {إنَّ الذَّينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} قال: استقاموا على أداء فرائضه (٤).

* وعن أبى العالية قال: أَخلصوا له الدين والعمل (٥).

وعن قتادة قال: استقاموا على طاعة الله.

وكان الحسن إذا قرأ هذه الآية قال: اللهم! أنت ربنا فارزقنا الاستقامة (٦).

* ولعل من قال: إن المراد الاستقامة على التوحيد؛ إنما أراد التوحيد الكامل الذي يحرّم صاحبه على النار، وهو تحقيق معنى "لا إله إلا الله" فإِن الإِله هو المعبود الذي يُطاع فلا يُعْصى؛ خشيةً، وإِجلالًا، ومهابة، ومحبةً، ورجاء، وتوكُّلًا، وَدُعَاءً. والمعاصي كلُّها قادِحةٌ في هذ التوحيد؛ لأنها إجابة لداعي الهوى، وهو الشيطان، قال الله عز وجل: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} (٧).

* قال الحسن وغيره: هو الذي لا يَهْوَى شيئًا إلا ركبه (٨).


(١) راجع في هذا وفي الروايات السابقة تفسير ابن كثير ٤/ ٩٨ - ٩٩ والزهد لابن المبارك ص ١١٠ ح ٣٢٦.
(٢) أورده ابن كثير في التفسير ٤/ ٩٨ من طريق ابن أبي حاتم. عن أبي عبد الله الظهراني، عن حفص بن عمر العدني. عن الحكم بن أبان، عن عكرمة - دون تعقيب. وقوله: أرخص، هو من الرخصة.
(٣) أورده ابن كثير في التفسير ٤/ ٩٨ عن الزهري قال: تلا عمر رضي الله عنه هذه الآية على المنبر، ثم قال: استقاموا والله لله بطاعته، ولم يروغوا روغان الثعالب ورواه ابن المبارك في الزهد في الموضع السابق. وإسناده منقطع بين الزهري وعمر راجع التهذيب ٧/ ٣٣٩.
(٤) تفسير ابن كثير ٤/ ٩٩.
(٥) تفسير ابن كثير في الموضع السابق.
(٦) تفسير ابن كثير عقب الروايات السابقة.
(٧) سورة الجاثية: ٢٣.
(٨) وعن مالك فيما روي عنه من التفسير: "لا يهوى شيئًا إلا عبده" تفسير ابن كثير ٤/ ١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>