والرواية الي رواها مسلم عن أبي أيوب في صحيحه قبل هذه مباشرة وفي الباب نفسه جاء فيها أن أعرابيا عرض لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في سفر فأخذ بخطام ناقته أو بزمامها، ثم قال: يا رسول الله! أو يا محمد! أخبرني بما يقربني عن الجنة ويباعدني من النار … الحديث. هاتان هما رواية مسلم من حديث أبي أيوب وليس فيه عنه: أخبرني بعمل يدنيني من الجنة ويباعدني من النار. فكلمة. أخبرني جاء معها بما يقربني. وكلمة: بعمل يدنيني من الجنة … جاء معها دلني - دون أخبرني. فقد لفق ابن رجب ما نسبه إلى مسلم من طريقين وروايتين لا من طريق واحد، ورواية واحدة كما هو المفترض في مثل هذا التعبير وهذه الإحالة إذا فليس عند مسلم: " أخبرنى بعمل يدنينى من الجنة " وإنما عنده ما قد روينا لك، ونقلنا عنه. (١) هذا من ابن رجب يوحي أن ما ساقه قبل هذا مباشرة في رواية، وهذا في رواية أخرى وقد عرفت أن ما ساقه ابن رجب ملفق من روايتين وهذا يؤكد ما سيق أن قلناه. وكأن ابن رجب حين قال: وخرجه مسلم، إلا أن عنده أنه قال: أخبرني بعمل يدنيني من الجنة يقصد الرواية الأولى والتي فيها: " أخبرني ". أما قوله الأن: وعنده في رواية … فقد سقناها لك وهي التي فيها … يدنيني من الجنة … وفي آخرها هذه الجملة إن تمسك … إلخ لكن هذه الرواية كما رويناها لك تجمع العبارتين: " يدنيني من الجنة " و " إن تمسك بما أمر به دخل الجنة ". وصنيعه يقتضي أنهما روايتان بينما هي رواية واحدة. والذي أوقع في هذا اللبس كلمة أخبرني وهي من الرواية التي تسبقها في صحيح مسلم فحدث الوهم أن في مسلم رواية تقول: " أخبرني بعمل يدنيني من الجنة ". ورواية تتلوها فيها: " إن تمسك … إلخ وليس الأمر كذلك فهي - دون كلمة " أخبرني " رواية واحدة وليست روايتين. فليتأمل!. (٢) صحيح البخاري في أول كتاب الزكاة: باب وجوب الزكاة ٣/ ٢٦٣. ومسلم في الباب السابق عقب الرواية التي أشار إليها ابن رجب قبل هذه. وعنده: " والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئًا أبدًا ولا أنقص منه، فلما ولى … ". وعند البخاري: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا. فلما ولى … ". وليس في شيء منهما والذي بعثك بالحق … وقد جاءت هذه الجملة عند مسلم لكن من حديث أنس وليس من حديث أبي هريرة وذلك في الباب نفسه ١/ ٤١، ٤٢.