للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأدّى زكاة ماله طَيّبَةً بها نفسُه، رافِدًة (١) عليه في كل عام".

وذكر الحديث، خرجه أبو داود.

وقد ذكرنا قريبًا (٢) حديث أبي الدرداء فيمن أدى زكاة ماله طيّبةً بها نفسُه. قال: وكان يقول: "لا يفعل ذلك إلا مؤمن".

* * *

وسبب هذا: أن المال تحبه النفوس، وتبخل به، فإذا سَمحَت بإخراجه لله عز وجل دلّ ذلك (٣) على صحة إيمانها بالله ووعده ووعيده: ولهذا منعت العرب الزكاة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقاتلهم الصّدّيق على منعها.

* * *

والصلاة أيضًا برهان على صحة الإسلام.

وخرج الإمام أحمد والترمذي من حديث كعب بن عُجْرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الصلاة برهان" (٤).

وقد ذكرنا في شرح حديث "أمرت أن أقاتل الناس (٥) حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة" أَن الصلاة هي الفارقة


(١) قال في النهاية ٢/ ٤٢١: الرافدة: فاعلة من الرفد وهو الإعانة، يقال رفدته أرفده إذا أعنته: أي تعينه نفسه على أدائها.
(٢) ص ٦٣٦.
(٣) ليست في ب.
(٤) أخرجه الترمذي في أبواب الصلاة: باب ما ذكر في فضل الصلاة ٢/ ٥١٢ - ٥١٣ تاما، من حديث كعب بن عُجرة، قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أعيذك بالله يا كعب بن عجرة! من أمراء يكونون عن بعدي، فمن غشي أبوابهم فصدقهم في كذبهم، وأعانهم على ظلمهم فليس مني، وليست منه، ولا يرد عليّ الحوض، ومن غشي أبوابهم، أو لم يغش فلم يصدقهم في كذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد على الحوض، يا كعب بن عجرة! إنه لا يربو لحم نبت من سحت؛ إلا كانت النار أولى به.
ثم عقب عليه بقوله: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
وأخرجه أحمد في المسند ٣/ ٣٢١، ٣٩٩ (الحلبي).
والحاكم في المستدرك ٤/ ٤٢٢ وصححه على شرط الشيخين وأقره الذهبي وهو عند أحمد والحاكم من حديث جابر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لكعب بن عجرة .. الحديث.
وأورده المنذري في الترغيب والترهيب ٣/ ١٥٠ عن أحمد والبزار، وقال: رواتهما محتج بهما في الصحيح.
كما أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٥/ ٢٤٧ عن أحمد والبزار، وقال: "رجالهما رجال الصحيح".
(٥) وهو الحديث الثامن من أحاديث الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>