للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• أحدهما: باعتبار معاملة الخلق بالإِحْسَانِ إليهم، وربما خُصَّ بالإحسان إلى الوالدين؛ فيقال: بر الوالدين، ويطلق كثيرًا على الإحسان إلى الخلق عموما.

وقد صنَّف ابن المبارك كتابًا سماه: "كتاب البر والصلة" وكذلك في "صحيح البخاري" و "جامع الترمذي": "كتاب البر والصلة"، ويتضمن هذا الكتاب: الإحسانَ إلى الخلق عمومًا، ويقدَّمُ فيه برُّ الوالدين على غيرهما.

• وفي حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أنه قال: يا رسول الله! من أبرُّ؟ قال: "أُمَّكَ" قال: ثم من؟ قال: "ثم أباكَ" قال: ثم من؟ قال: "ثم الأقربَ فالأقربَ" (١).

• ومن هذا المعنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الحجُّ المبرور ليسَ له جزاءٌ؛ إلا الجنة" (٢).

وفي المسند أنه - صلى الله عليه وسلم -: "سُئِلَ عن برّ الحج فقال: "إطعامُ الطَّعام، وإفشاءُ السلام" (٣).

• وفي رواية أخرى قال: "وطيبُ الكلام" (٤).

• وكان ابنُ عمرَ رضي الله عنهما يقول: "البِر شيء هيّن: وَجْهٌ طليقٌ، وكلامٌ ليّنَ" (٥).

• وإذا قُرِنَ البرُّ بالتقوى كما في قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (٦).


(١) أخرجه الترمذي في كتاب البر والصلة: باب ما جاء في بر الوالدين ٤/ ٣٠٩ وقال: وبهز بن حكيم هو أبو معاوية بن حيدة القشيري، وهذا حديث حسن وقد تكلم شعبة في بهز بن حكيم، وهو ثقة عند أهل الحديث، وروى عنه معمر، والثوري، وحماد بن سلمة، وغير واحد من الأئمة، وأخرجه الحاكم في المستدرك ٤/ ١٥٠ وصححه على شرط الشيخين، وأقره الذهبي.
(٢) رواه أحمد في المسند ٢/ ٢٤٦، ٤٦١، ٤٦٢، (الحلبي) من حديث أبي هريرة زاد في الموضع الأول: والعمرتان أو العمرة إلى العمرة يكفر ما بينهما، وفي الموضع الثاني والعمرتان تكفران ما بينهما من الذُّنوب ونصه في الموضع الأخير: "العمرة تكفر ما بينها وبين العمرة، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، وأخرجه البخاري في صحيحه: - ٢٦ كتاب العمرة ١ - باب العمرة. وجوب العمرة وفضلها ٣/ ٥٩٧ ح ١٧٧٣ ولفظه: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.
(٣) أخرجه أحمد في المسند ٣/ ٣٢٥، ٣٣٤ (حلبي) من حديث محمد بن ثابت عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. قالوا: يا نبي الله! ما الحج المبرور؟ قال: "إطعام الطعام، وافشاء السلام" وقد أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٣/ ٢٠٧ عن أحمد في هذين الموضعين وقال: فيه محمد بن ثابت: هو ضعيف.
(٤) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٣/ ٢٠٧ عن الطبراني في الأوسط فقط وقال: إسناده حسن.
(٥) المنتقى من كتاب مكارم الأخلاق للخرائطي ح ٦٩.
(٦) سورة المائدة: ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>