للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عنهم ووصى ابن عمر أن يكون في الدنيا كأنه غريب أو عابر سبيل، وأن يعدّ نفسه من أهل القبور (١).


= حين حضره الموت عرفوا منه بعض الجزع، قالوا: ما يجزعك يا أبا عبد الله! وقد كانت لك سابقة في الخير، شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مغازي حسنة وفتوحًا عظامًا؟ قال: يجزعني أن حبيبنا - صلى الله عليه وسلم - حين فارقنا عهد إلينا، قال: ليكف اليوم منكم كزاد الراكب، فهذا الذي أجزعني، فجمع مال سليمان فكان قيمته خمسة عشر دينارًا.
وقد أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ١٣/ ٢٢٠ بنحو ما في المستدرك وأخرج أحمد في المسند ١/ ١٩٥ - ١٩٦ من طريق أبي المغيرة، عن صفوان بن عمرو عن أبي حسنة: مسلم بن أكيس مولى عبد الله بن عامر عن أبي عبيدة بن الجراح قال: ذكر من دخل عليه فوجده يبكي فقال: ما يبكيك يا أبا عبيدة؟ فقال: نبكي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر يومًا ما يفتح الله على المسلمين ويفيء عليهم حتى ذكر الشام، فقال، إن ينسأ في أجلك يا أبا عبيدة! فحسبك من الخدم ثلاثة، خادم يخدمك، وخادم يسافر معك، وخادم يخدم أهلك ويرد عليهم، وحسبك من الدواب ثلاثة دابة لرجلك، ودابة لثقلك، ودابة لغلامك، ثم هذا أنا أنظر إلى بيتي قد امتلأ رقيقًا، وأنظر إلى مربطي قد امتلأ دواب وخيلًا؛ فكيف ألقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد هذا وقد أوصانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أحبكم إلي وأقربكم مني من لقيني على مثل الحال التي فارقني عليها؟ ".
وقد أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ١٠/ ٢٥٣ عن أحمد في هذا الموضع وقال: فيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات.
وروى البزار في مسنده (٤/ ٢٥٧) من الكشف من حديث محمد بن المثنى، عن بهلول بن مورق، عن موسى بن عبيدة، قال: أخبرني الوليد بن بريقع -أو بقيع- عن عبد الله بن عباس: أن أبا ذر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
إن أحبكم إليّ وأقربكم مني: الذي يلحقني على ما عاهدته عليه.
قال البزار: لا نعلمه يروى إلا عن أبي ذر، ولا نعلم روى عن الوليد إلا موسى وموسى من خيار الناس وعبادهم.
وقد أورده الهيثمي في المجمع وقال: رواه البزار. وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف (١٠/ ٣٢٥ - ٣٢٦).
وأخرج أحمد في المسند (٥/ ١٦٥) الحلبي من طريق يزيد، عن محمد بن عمرو، عن عراك بن مالك قال: قال أبو ذر: إني لأقربكم يوم القيامة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن أقربكم مني يوم القيامة من خرج من الدنيا كهيئته يوم تركته عليه" وإنه والله ما منكم من أحد إلا قد تشبث منها بشيء غيري.
وقد أورده الهيثمي في المجمع ٩/ ٣٢٧ وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن عراك بن مالك لم يسمع من أبي ذر فيما أحسب والله أعلم.
(١) أخرج ابن أبي شيبة في المصنف ١٣/ ٢١٧ من طريق أبي معاوية عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي أو ببعض جسدي فقال لي: يا عبد الله بن عمر! كن في الدنيا غريبًا أو عابر سبيل وعد نفسك من أهل القبور، قال مجاهد: وقال لي عبد الله بن عمر: إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وخذ من حياتك قبل موتك، ومن صحتك قبل سقمك، فإنك لا تدري ما اسمك غدًا.
وهو عند البخاري في: ٨١ - كتاب الرقاق: ٣ - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ١١/ ٢٣٣ ح ٦٤١٦ من طريق علي بن عبد الله المديني، عن محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، عن سليمان=

<<  <  ج: ص:  >  >>