للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• وزاد في آخره "وما تَردَّدْتُ عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن: يكره الموت وأنا أكره مَسَاءته".

وهو من غرائب الصحيح، تفرد به ابن كرامة، عن خالد وليس هو في مسند أحمد، مع أن خالد بن مَخْلد القَطَواني تكلّم فيه الإمام أحمد وغيره وقالوا: له مناكير (١) وعطاء الذي في إسناده قيل: إنه ابن أبي رباح، وقيل: إنه ابن يسار؛ وأنه وقع


= ثم أورد عقبه قول الجنيد في معنى قوله: "يكره الموت وأكره مساءته": لما يلقى من عيان الموت وصعوبته، وكربه، ليس أني أكره له الموت؛ لأن الموت يورده إلى رحمتي ومغفرتي.
وأخرجه في السنن الكبرى: كتاب صلاة الاستسقاء: باب الخروج من المظالم والتقرب إلى الله تعالى بالصدقة ونوافل الخير رجاء الإجابة ٣/ ٣٤٦ من الرواية السابقة وأشار إلى أمرين:
الأول: إخراجه له في الأسماء والصفات.
والثاني: إخراج البخاري له في الصحيح.
وفي كتاب الشهادات: باب ينبغي للمرء أن لا يبلغ منه ولا من غيره من تلاوة القرآن ولا صلاة نافلة ولا نظر في علم ما يشغله عن الصلاة حتى يخرج وقتها ١٠/ ٢١٩ من رواية أبي عبد الله الحافظ، عن إبراهيم بن محمد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عثمان بن كرامة - به - بنحوه - وأشار إلى رواية البخاري له في الصحيح.
(١) وقد طعن على البخاري إخراجه لهذا الحديث في الصحيح، براويين، روى البخاري هذا الحديث من طريقهما، ولا مخرج له عن أبي هريرة من غيرهما إذ قد تفردا بروايته، كل في طبقته وأحدهما أحد شيوح البخاري وهو: خالد بن مخلد القطواني، وثانيهما شريك بن عبد الله بن أبي نمر.
وكما طعنت رواية البخاري، بذلك طعنت كذلك بعدم وضح المراد بعطاء الراوي، عن أبي هريرة: فهل هو عطاء بن يسار؟ أم هو عطاء بن أبي رباح؟.
وإذًا فنحن أمام تضعيف حديث البخاري بما يلي:
١ - ضعف خالد بن مخلد.
٢ - ضعف شريك بن عبد الله.
٣ - الجهالة بعطاء وعدم الجزم بتعيينه
فأما خالد بن مخلد فالذي يبدو لي أنه؛ إنما ضعفه من ضعفه بما يلي:
١ - إفراطه في التشيع.
٢ - حدته في الحديث عن الصحابة.
٣ - وهمه في بعض ما رواه حتى أخذ عليه ابن عدي خطأه في عشرة أحاديث.
٤ - تفرده ببعض ما رواه كهذا الحديث.
وأشد المؤرخين تحاملًا عليه الذهبي.
وأشد المحدثين استنكار له الإمام أحمد.
ومع ذلك فقد عرف به الذهبي في السير ١٠/ ٢١٧ - ٢١٩ فقال: الإمام المحدث، الحافظ المكثر المغرب (أي الذي يروي الغرائب) أبو الهيثم البجلي الكوفي القطواني، وقطوان (بفتح القاف والطاء) مكان بالكوفة. جل روايته عن أهل المدينة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>