للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من أهان لي وليًّا فقد بَارَزَني بالمحاربة، وما تردَّدتُ عن شيء أنا فاعله ما تردَّدْتُ في قبض نفسِ عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته، ولا بد له منه، وإن من عبادي المؤمنين من يريد بابا من العبادة فأكفُّه عنه لا يدخله عجب؛ فيفسده ذلك، وما تقرب إليّ عبدي بمثل أداء ما افترضتُ عليه، ولا يزال عبدي يتنفَّل حتى أُحِبَّهُ، ومن أحببتُه كنتُ له سَمْعًا، وبَصَرًا، ويدًا، ومؤيدًا، دعاني؛ فأجبته، وسألني؛ فأعطيته، ونصح لي، فنصحت له، وإن من عبادي من لا يُصْلِحُ إيمانَهُ؛ إلا الغني ولو أفقرتُه، لأفْسَدَهُ ذلك، وإنّ من عبادي من لا يُصْلِحُ إيمانَهُ؛ إلا الفقر، وإن بَسَطتُ له؛ لأفسَدَه ذلك، وإِنّ مِن عبَادي مَنْ لا يُصْلِحُ إيمانه، إلا الصّحة، ولو أسْقمتُه لأفسَدَه ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه؛ إلا السقم، ولو أصححتُه؛ لأفسدَة ذلك؛ إني أدبّر عِبَادي بعلمي بما في قلوبهم إني عليمٌ خَبِيرٌ.

والخشني، وصدقة: ضعيفان، وهشام لا يُعرَف (١).

وسئل ابنُ معين عن هشام هذا: مَنْ هو؟ قال: لا أَحَدَ.

يعني أنه لا يعتبر به.

وقد خرج البزَارُ بعضَ الحديث من طريق صدقة عن عبد الكريم الجزري، عن أنس.

وخرج الطبراني من حديث الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة حدثني زر بن حُبَيْش، سمعت حُذَيفة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله تعالى أَوْحَى إليَّ يا أخا المرسلين! ويا أخا المنذرين! أنذر قومك أن لا يدخلوا بيتًا من بيوتي ولأحدٍ عِنْدهم مظلمة؛ فإني أَلْعنُه ما دامَ قائمًا بين يدي يصلي حتى يرد تلك الظلّامةَ على أهلها، فأكونَ سمعَه الذي يسمع به، وأكونَ بصرَه الذي يبصِرُ به، ويكون من أوليائي وأصفيائي، ويكونَ جاري مع النبيين والصديقين والشهداء في الجنة".

وهذا إسناد جيد، وهو غريب جدًّا (٢) ".


(١) وأورده الهيثمي في المجمع ١٠/ ٢٧٠ من حديث أنس و"قال" رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عمر بن سعيد أبو حفص الدمشقي، وهو ضعيف. وهو الوجه الذي أشرنا آنفًا أن ابن أبي الدنيا أخرجه منه في "الأولياء" حيث أخرجه عن الهيثم بن خارجة والحكم بن موسى، عن الحسن بن يحيى الخشني، به.
(٢) تكلم الحافظ ابن حجر على الحديث من رواية خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن شريك، عن عطاء، عن أبي هريرة، وأورد ما قاله الذهبي وغيره عن خالد وشريك مما أفضنا فيه من ذي قبل ثم قال: ولكن للحديث طرقًا أخرى يدل مجموعها على أن له أصلًا، منها عن عائشة، أخرجه أحمد في الزهد، =

<<  <  ج: ص:  >  >>