للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال (١): فلما انتهى إليهم قال: عَلامَ أنتم (٢)؟ قالوا: على ما ترى، قال: أرأيتكم إن هدَيتُكم إلى ماءٍ رَوَاءٍ ورياض خضر (٣) ما تعملون؟، قالوا: لا نَعْصِيكَ شيئًا، قال (٤): عهودَكم ومواثيقكم بالله، قال: فأعطَوْه عهودَهُمْ ومواثيقَهُم بالله لا يَعْصُونه شيئًا، قال: فأورَدَهم ماءً ورياضًا خُضْرًا، قال: فمكثَ فيهم ما شاء الله ثم قال: يا هؤلاء! الرحيل (٥) قالوا: إلى أينَ؟ قال: إلى ماءٍ ليسَ كمائِكُم، وإلى رِياضٍ ليست (٦) كرياضِكُم، فقال جُلُّ القوم، وهم أكثرهم: والله ما وجدنا هذا حتَّى ظننا أن لَن نَجِدَهُ ومَا نصنع بعيشٍ خيرٍ من هَذا؟ قال: وقالت طائفة وهم أقلّهُمْ: ألم تُعْطُوا هذا الرجُلَ عُهُودَكُم ومَوَاثيقَكم بالله لا تَعصُونَهُ شيئًا وقد صَدَقَكُم في أول حديثه؟ فوالله ليصدقنكم في آخره؛ قال: فراح فيمن اتبعه وتخلفَ بقيتُهم فَنذِرَ (٧) بهم عدُوٌ فأَصْبَحُوا ما بين أسيرٍ (٨) وقتيلٍ.

خرجه ابن أبي الدنيا (٩).


(١) سقطت هذه الكلمة من الأصول وهي في "ذم الدنيا".
(٢) في ذم الدنيا: فلما انتهى إليهم قال: يا هؤلاء! قالوا: يا هذا! قال: علام أنتم؟.
(٣) في ذم الدنيا "أرأيتم إن هديتكم إلى ماء رِوَى" بوزان إلى، ويقال: بوازن غَنِيّ وسماء؛ قاموس ١٦٦٥.
(٤) م: "أعطوني عهودكم" والكلمة الأولى ليست في شيء من الأصول.
(٥) في ذم الدنيا: "ثم قال: يا هؤلاء! قالوا: يا هذا! قال: الرحيل".
(٦) "ا": "ليس".
(٧) "ا": "فندر" م: "فنزل" وفي القاموس ٦١٩: "نَذِرَ بالشيء علمه فحذره وأنذره بالأمر أعلمه وحذره وخوفه في إبلاغه".
(٨) م: "فأصبحوا بين" "ا" "فأصبحوا من بين" وما أثبتناه هو الموافق لما في: "ذم الدنيا".
(٩) أخرجه ابن أبي الدنيا في: "ذم الدنيا" ص ٣٧ ح ٨٨ من رواية إسحاق بن إسماعيل، عن روح بن عبادة، عن هشام بن حسان، عن الحسن.
وهو هكذا مرسل.
وقد أورده الغزالي في الإحياء ٨/ ١١٥ من الإتحاف، وقال الزبيدي: قال العراقي: رواه ابن أبي الدنيا هكذا بطوله، ولأحمد والطبراني والبزار من حديث ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه فيما يرى النائم ملكان الحديث، فقال، أي أحد الملكين: إن مثل هذا ومثل أمته مثل قوم سَفْرٌ انتهوا إلى مفازة فذكر نحوه، وأخصر منه، وإسناده حسن أهـ.
وقد عقب الزبيدي بقوله: قلت: وبخط الحافظ ابن حجر إسناده صحيح.
واللفظ الذي ساقه المصنف وهو سياق حديث الحسن عند ابن أبي الدنيا.
وقد روى نحوه ابن عساكر، عن ابن المبارك، قال: بلغنا عن الحسن. قال ابن عساكر: وهذا مرسل، وفيه انقطاع بين ابن المبارك والحسن، وهو في الزهد لابن المبارك (٥٠٧) فحديث ابن أبي الدنيا - إن يكن ضعيفًا، فإن له شاهدًا من الصحيح، هو حديث ابن عباس على ما حكى الزبيدي عن ابن حجر. =

<<  <  ج: ص:  >  >>