للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ورقّ، وإنَّ كثرةَ الطَّعام؛ لتثْقِلُ صاحبه عن كثير مما يريد (١) ".

• وعن أبي عبيدة الخواص قال: حَتفُك في شبعك، وحَظّك في جوعك، إذا أنتَ شبعتَ ثَقُلْتَ فنمتَ، استمكن منك العدو، فجثَم عليك، وإذا أنتَ، تجوّعتَ، كنتَ للعدو بمرصد.

• وعن عمرو بن قيس قال: إياكم والبطنة؛ فإنها تُقْسِي القلبَ.

• وعن سلمة بن سعيد قال: إن كان الرجل ليعير بالبطنة كما يعير بالذنب يعمله.

• وعن بعض العلماء قال: إذا كنتَ بطينًا؛ فاعْدُدْ نَفْسَك زَمِنًا حتى تَخْمَصَ.

• وعن ابن الأعرابي قال: كانت العرب تقول: ما بات رجل بطينًا فتم عزمه.

• وعن أبي سليمان الداراني قال: إذا أردتَ حاجة من حوائج الدنيا والآخرة، فلا تأكل حتى تقضيها؛ فإن الأكل يغيّر العقل.

• وعن مالك بن دينار قال: "ما ينبغي للمؤمن أن يكون بطنه أكبرَ همه، وأن تكون شهوته هي الغالبة عليه (٢) ".

قال: وحدّثني الحسين (٣) بن عبد الرحمن، قال: قال الحسن أو غيره: كانت بلية أبيكم آدم عليه السلام أكلة، وهي بليتكم إلى يوم القيامة.

قال: وكان يقال: مَنْ ملك بطنَه ملَكَ الأعمالَ الصالحة كلّها.

• وكان يقال: لا تسكن الحكمة معدةً ملأى.

• وعن عبد العزيز بن أبي رواد قال: كان يُقال: قِلة الطعم عونٌ على التسرُّع إلى الخيرات.

• وعن قثم العابد قال: كان يُقال: ما قلَّ طعمُ امرئٍ قطُّ إلا رقَّ قلبه، ونديت عيناه.

• وعن عبد الله بن مرزوق قال: لم نَرَ للأشِر مثلَ دوام الجوع، فقال له أبو عبد الرحمن العمري الزاهد: وما دوامه عندك؟ قال: دوامُه أن لا تشبع أبدًا. قال: وكيف يقدر مَنْ كان في الدنيا على هذا؟ قال: ما أيسرَ ذلك يا ألا عبد الرحمن! على أهل ولايته، ومن وفَّقه لطاعته، لا يأكل إلا دونَ الشبع وهو دوامُ الجوع.

ويشبه هذا قولُ الحسن لما عرض الطعامَ على بعض أصحابه، فقال له: أكلتُ حتى لا


(١) الخبر في الحلية ٢/ ٣٥١.
(٢) سقطت من م.
(٣) م: "الحسن" وفيه تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>