للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• وكان عامة كلام ابن سيرين: "سبحان اللّه العظيم، سبحان اللّه وبحمده".

• وكان المغيرة بن حكيم الصنعاني إذا هدأت العيون نزل إلى البحر، وقام في الماء يذكر الله مع دوابّ البحر.

• نام بعضهم عند إبراهيم بن أدهم قال: فكنت كلما استيقظت من الليل وجدتُه يذكر اللّه، فأغتمّ ثمَّ أعزّي نفسي بهذه الآية: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} (١).

المحب: اسم محبوبه لا يغيب عن قلبه، فلو كُلِّف أن ينسى ذكره لما قدر، ولو كلف أن يكفَّ عن ذكره بلسانه؛ لما صبر.

كيف ينسى المحبُّ ذكرَ حبيبٍ … اسمُه في فُؤادِهِ مَكْتُوبُ

• كان بلال كلما عذبه المشركون في الرمضاء على التوحيد يقول: أَحَدٌ. أحَد!

فإذا قالوا له قل: واللاتِ والعزى قال: لا أُحْسِنُه.

يُرادُ من القلب نسيانُكُم … وتأبى الطباعُ عَلى النَّاقِلِ

* * *

كما قويت المعرفة، صار الذكر يجري على لسان الذاكر، من غير كُلْفة، حتى كان بعضهم يجري على لسانه في منامه: الله الله، ولهذا يُلْهَم أهلُ الجنة التسبيحَ، كما يلهَمُون النَّفَسَ، وتصير "لا إله إلا اللّه" لهم كالماء البارد لأهل الدّنيا.

كان النُّوري يُنْشِد:

لا لأني أنساك أُكْثِرُ ذِكْرَا … كَ لكن بِذاكَ يجرِي لسَانِي

* * *

إذا سمع المحب ذكر اسم حبيبه من غيره، زاد طرَبُه، وتضاعف قلَقُه، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن مسعود: اقرأ عَليَّ القرآن قال: أقرأُ عليك وعليك أنزِلْ؟ قال: إني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأ عليه، ففاضت عيناه (٢).


(١) سورة الحديد: ٢١.
(٢) أخرجه البخاري في ٦٥ - كتاب التفسير: ٤ - سورة النساء: ٩ - باب {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} ٨/ ٢٥٠ ح ٤٥٨٢ وأطرافه ٥٠٤٩، ٥٠٥٠، ٥٠٥٥ ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها: باب فضل استماع القرآن وطلب القراءة من حافظ للاستماع، والبكاء عند القراءة والتدبر ١/ ٥٥١ ح ٢٤٧ - (٨٠٠)، ( … )، ٢٨٤ - ( … ).

<<  <  ج: ص:  >  >>