للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى ما يمنع من إجابته؛ فذكر من الأسباب التي تقتضي إجابة الدعاء أربعة:

أحدهما: إطالة السفر.

والسفر بمجرده يقتضي إجابة الدعاء كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

"ثَلاثُ دَعَواتٍ مُستَجاباتٌ لا شَك فِيهنَّ: دَعْوَةُ المظلومِ، ودعْوةُ المُسَافِرِ، وَدَعوةُ الوَالدِ لِولَدِهِ".

خرجه أبو داود وابن ماجه والترمذي (١).

وعنده: "دعوةُ الوالِدِ على وَلَده".

وروي مثله عن ابن مسعود رضي الله عنه من قوله:

ومتى طال السفر، كان أقرب إلى إجابة الدعاء؛ لأنه مظنة حصول انكسار النفس بطول الغربة عن الأوطان.

وتَحمُّلُ المشاق والانكسارُ من أعظم أسباب إجابة الدعاء.

* * *

والثاني: حصول التبذل في اللباس والهيئة بالشعث والاغبرار.

وهو أيضًا من المقتضيات لإجابة الدعاء كما في الحديث المشهور عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ مَدْفُوعٍ بِالأبواب لَوْ أقسمَ عَلَى الله لأَبَرَّهُ" (٢).


(١) ابن ماجه في كتاب الدعاء: باب دعوة الوالد ودعوة المظلوم ٢/ ١٢٧٠ والترمذي في أبواب البر والصلة: باب ما جاء في دعوة الوالدين ٤/ ٣١٤، وفي الدعوات ٥/ ٥٠٢ وأبو داود في كتاب الصلاة: باب الدعاء بظهر الغيب ٢/ ١٨٧. وقد حسنه الترمذي في الموضع الثاني وهذا لفظ الترمذي بما أشار به ابن رجب. وفي ابن ماجه وأبي داود بنحو ما هنا.
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب البر والصلة والآداب: باب فضل الضعفاء والخاملين ٤/ ٢٠٢٤ وفي كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها: باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء ٤/ ٢١٩١ وهذا أحد المواطن القليلة التي يكرر فيها مسلم رواية حديث في صحيحه.
ورواه ابن حبان في صحيحه: باب المعجزات ٨/ ١٣٩.
كلاهما من حديث أبي هريرة.
وأخرجه الترمذي في المناقب: باب مناقب البراء بن مالك رضي الله عنه ٥/ ٦٩٢ - ٦٩٣ من حديث أنس بن مالك وعقب عليه بقوله: هذا حديث صحيح حسن ولفظه:
"كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره، منهم البراء بن مالك" والأشعث هو =

<<  <  ج: ص:  >  >>