للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - للاستسقاء خرج متبذلًا متواضعًا متضرعا (١).

وكان مطرف بن عبد الله قد حبس له ابن أخ فلبس خلقان ثيابه، وأخذ عكَّازا بيده فقيل له ما هذا؟ قال أستكين لربي لعله أن يشفعني في ابن أخي (٢).

* * *

الثالث: مد يديه إلى السماء وهو من آداب الدعاء التي يرجى بسببها إجابته.

وفي حديث سلمان رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله تعالى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحيي إذا رَفَعَ الرَّجُلُ إلَيْهِ يَديْهِ أنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائبتَيْنِ" (٣).

خرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه.

وروي نحوه من حديث أنس وجابر وغيرهما.

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يَرْفَعَ يَدِيْهِ في الاسْتِسْقَاءِ حَتَّى يُرى بَيَاضُ إِبطَيْهِ (٤) وَرَفَعَ يَدَيْه يومَ بَدْرٍ يَسْتَنْصِرُ عَلَى المُشْرِكين حَتَّى سَقَط رِدَاؤُهُ عَنْ منْكَبَيْه (٥).


= الملبد الشعر المغبر غير مدهون ولا مرجل.
والمقصود بقوله: مدفوع بالأبواب أنه لا قدر له عند الناس: فهم يدفعونه عن أبوابهم، أو يطردونه عنهم؛ احتقارًا له.
ومعنى قوله: لو أقسم على الله لأبره: أي لو حلف على وقوع شيء أوقعه الله إكراما له بإجابة سؤاله وصيانة له من الحنث في يمينه ولعل هذا هو ما حدا بابن حبان أن يورده في باب المعجزات، وهذا لعظم منزلته عند الله، وإن كان حقيرًا عند الناس، فيكون هذا الإبرار في القسم كرامة من الله له.
وقيل معنى القسم هنا: الدعاء وإبراره إجابته راجع أيضًا شرح النووي على مسلم.
(١) كما روى الترمذي في الصلاة: باب ما جاء في صلاة الاستسقاء ٢/ ٤٤٥ بإسناد حسن صحيح من حديث ابن عباس.
وعزاه الشيخ شاكر في التعليق إلى أبي داود، والنسائي وأبي عوانة وابن حبان والحاكم والدارقطني والبيهقي قال: وصححه أبو عوانة وابن حبان أيضًا.
(٢) انظر السير ٤/ ١٩٥ وهامشه.
(٣) أخرجه الترمذي بهذا اللفظ في كتاب الدعوات: باب ١٠٥ - ٥/ ٥٥٦ - ٥٥٧ بإسناد حسن غريب وأخرجه أحمد في المسند ٥/ ٤٣٨ (الحلبي) بلفظ "إن الله عز وجل ليستحيي أن يبسط العبد يديه يسأله فيهما خيرًا فيردهما خائبتين".
وابن ماجه في السنن: كتاب الدعاء: باب رفع اليدين في الدعاء ٢/ ١٢٧١ بلفظ: "إن ربكم حَيِيٌّ كريم يستحيي من عبده أن يرفع إليه يديه فيردهما صفرًا أو قال خائبتين".
والحاكم في المستدرك. كتاب الدعاء ٤/ ٤٩٧ بلفظ: إن الله أن يستحي أن يبسط العبد يديه … الحديث بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم وأبو داود في سننه: كتاب الصلاة: باب الدعاء ٢/ ١٦٥ بلفظ: إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم الحديث بنحو ما عند ابن ماجه.
(٤) كما في صحيح مسلم: كتاب صلاة الاستسقاء: باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء ٢/ ٦١٢ وكما في صحيح ابن حبان ٤/ ٢٢٩ من الإحسان من حديث أنس.
(٥) كما في البداية والنهاية ٣/ ٢٧٥. وصحيح مسلم ٣/ ١٣٨٣ ح ٥٨ - (١٧٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>