للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يعني (١) أنه كان يتأَدب بآدابه، ويتخلق لأخلاقه، فما مدحه القرآن كان فيه رضاه،


= أول هذه السورة فقام نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حولا، وأمسك الله خاتمتها (آخر آية في السورة) اثني عشرا شهرا في السماء حتى أنزل الله في آخر هذه السورة التخفيف فصار قيام الليل تطوعًا بعد فريضة قال: قلت: يا أم المؤمنين! أنبئيني عن وتر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: كنا نعدله سواكه وطهوره فيبعثه الله ما شاء أنْ يبعثَه مِنَ اللَّيل، فيتسوك ويتوضأ ويصلي تسع ركعات، لا يجلس فيها إلا في الثامنة فيذكر الله ويحمده ويدعوه. ثم ينهض ولا يسلم، ثم يقوم فيصلي التاسعة ثم يقعد فيذكر الله ويحمده ويدعوه. ثم يسلم تسليما يسمعنا، ثم يصلي ركعتين بعد ما يسلم وهو قاعد. فتلك إحدى عشرة ركعة، يا بُني. فلما سنَّ (وفي بعض الروايات: أسنّ وهو المشهور في اللغة) وأخذه اللحم (كثرة لحمه) أوتر بسبع وصنع في الركعتين مثل صنيعه الأول، فتلك تسع. يا بنيّ. وكان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها، وكان إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام الليل صلّى من النهار ثنتي عشرة ركعة، ولا أعلم نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ القرآن كله في ليلة، ولا صلى ليلة إلى الصبح، ولا صام شهرًا كاملًا غير رمضان. قال: فانطلقت إلى ابن عباس فحدثته بحديثها فقال: صدقَت: لو كنت أقربها أو أدخل عليها لأتيتها حتى تشافهني به قال: قلت: لو علمت أنك لا تدخل عليها ما حدثتك حديثها.
قال القاضي عياض: هو على طريق العتب له في ترك الدخول عليها ومكافأته على ذلك بأن يحرمه الفائدة؛ حتى يضطر إلى الدخول عليها.
وحديث سعد بن هشام أخرجه مطولا بهذا السياق ومختصرًا أحمد في المسند ٦/ ٥٣ - ٥٤، ٩١، ١٦٣، ٢١٦. الحلبي.
وأبو داود في سننه: كتاب الصلاة: باب صلاة الليل ٢/ ٨٧ - ٨٨.
والنسائي في سننه: كتاب قيام الليل ٣/ ١٩٩ - ٢٠١ والدارمي في سننه: كتاب الصلاة: باب صفة صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -١/ ٤١٠ - ٤١١ ح ١٤٧٥ باب ١٦٥.
والحاكم في المستدرك ٢/ ٤٩٩ وصححه على شرط الشيخين وأقره الذهبي.
وابن حبان في صحيحه ١/ ٣٤٥، ٤٦٧، من الإحسان.
والبيهقي في دلائل النبوة ١/ ٣٠٨.
وحديث يزيد بن بابنوس أخرجه الحاكم في المستدرك ٢/ ٣٩٢ عن أحمد بن سهل الفقيه ببخارى، عن قيس ابن أنيف، عن قتيبة بن سعيد عن جعفر بن سليمان، عن أبي عمران عن يزيد بن بابنوس قال: قلنا لعائشة رضي الله عنها: كيف كان خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: كان خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القرآن ثم قالت: تقرأ سورة المؤمنين؟ اقرأ قد أفلح المؤمنون حتى بلغ العشر فقالت: هكذا كان خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقد صححه الحاكم على شرط الشيخين وأقره الذهبي وأخرجه ابن كثير في التفسير ٣/ ٢٣٧ عن النَّسَائِي في تفسيره.
وانظر تحفة الأشراف ١٢/ ٦٣٦ فقد عزاه المزي للنسائي في التفسير في السنن الكبرى.
وهو في كتاب التفسير من الكبرى: سورة المؤمنون ٦/ ٤١٢ ح ١/ ١١٣٥٠ عن قتيبة - به.
وقد أخرجه البيهقي في الدلائل ١/ ٣٠٩.
أما حديث أبي الدرداء فقد رواه البيهقي في الدلائل ١/ ٣٠٩ - ٣١٠ من رواية الحسن بن يحيى، عن زيد بن واقد، عن بسر بن عبيد الله بن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء قال سَألتُ عائشة عن خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالت: كان خلقه القرآن يرضى لرضاه ويسخط لسخطه".
وهي الرواية التي سيشير إليها ابن رجب عقب هذه.
(١) ب، ر: "تعني".

<<  <  ج: ص:  >  >>