أقول: ولم يعلق المباركفوري على تعقيب الترمذي، وقد روى الترمذي الرواية المرسلة عقب الرواية الموصُولة من طريق ابن أبي عمر، عن سفيان بن عيينة عن محمد بن سوقة عن أبي بكر بن حفص عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه، ولم يذكر فيه عن ابن عمر، ثم قال: وهذا أصح من حديث أبي معاوية. أما فيما يتعلق بالاستشهاد بالحديث على أن بعض الكبائر قد تكفر ببعض الأعمال الصالحة كما ذكر ابن رجب أن ذلك هو اتجاه بعض العلماء فقد نقل المباركفوري عن الطيبي قوله: يجوز أنه أراد عظيمًا عندي؛ لأن عصيان الله تعالى عظيم، وإن كان الذنب صغيرًا ويجوز أن يكون ذنبه كان عظيمًا من الكبائر وإن هذا النوع من البر يكون مكفرًا له، وكان مخصوصًا بهذا الرجل، علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - من طريق الوحى. وانظره بنصه في شرح المشكاة للطيبي ٩/ ١٦٠ - ١٦١. (٢) حديث ابن عباس عند البخاري في الأدب المفرد ١/ ٤٥ - ٤٦ ح ٤ بسياقه كاملا. (٣) دومة الجندل، قال الجوهري - في الصحاح ٥/ ١٩٢٣: هي اسم حصن، وأصحاب اللغة يقولونه بضم الدال وأصحاب الحديث يفتحونها. وقد ضبطت في ظ، د بالفتح. (٤) قصة هذه المرأة أخرجها الحاكم في المستدرك ٤/ ١٥٥ - ١٥٦ رواية عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام ابن عروة، عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قدمت امرأة من أهل دومة الجندل - عليّ - جاءت تبتغي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - بعد موته، حداثة ذلك تسأله عن شيء دخلت فيه من أمر السحر لم تعمل به، قالت عائشة لعروة: يا ابن أختي! فرأيتها تبكي حين لم تجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيشفيها حتى إني لأرحمها وهي تقول: إني لأخاف أن أكون قد ملكت، كان لي زوج فغاب عني، فدخلت على عجوز فشكوت إليها، فقالت: إن فعلت ما آمرك فلعله يأتيك، فلما أن كان الليل جاءتني بكلبين أسودين فركبت أحدهما وركبت الآخر فلم يكن مكثي حتى وقفنا ببابل فإذا أنا برجلين معلقين=