وأخرجه عقيبه من وجه آخر عن موسى بن داود عن ابن لهيعة، عن زيد بن أبي حبيب، أن الوليد بن عبادة ابن الصامت قال: أوصاني أبي رحمه الله تعالى فقال: يا بني! أوصيك أن تؤمن بالقدر: خيره وشره، فإنك إن لم تؤمن أدخلك الله تبارك وتعالى النار. قال: وسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: أول ما خلق الله تبارك وتعالى القلم ثم قال له: اكتب. قال: وما أكتب؟ قال: فاكتب ما يكون وما هو كائن، إلى أن تقوم الساعة". وأخرجه أبو داود في السنن: كتاب السنة: باب القدرة ٥/ ٧٦ ح ٤٧٠٠ من حديث الوليد بن رباح، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي حفصة، قال: قال عبادة بن الصامت لابنه: يا بني! إنك لا تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك … الحديث بنحوه وفي آخره. "يا بني! إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من مات على غير هذا فليس مني". وأخرجه الترمذي في كتاب القدر: باب (١٧) حدثنا قتيبة ٤/ ٤٥٧ - ٤٥٨ ح ٢١٥٥ من رواية يحيى بن موسى، عن أبي داود الطيالسي، عن عبد الواحد بن سليم الحديث وفيه حوار بين عبد الواحد بن سليم وبين عطاء بن أبي رباح في القدر وسؤال عطاء للوليد بن عبادة عن وصية أبيه عبادة له حتى تؤمن بالله وتؤمن بالقدر كله خيره وشره الحديث بنحو ما جاء في رواية أحمد الأولى مختصرًا في هذا الجزء. وفيه: وما هو كائن إلى الأبد". وقد عقب الترمذي عليه بقوله: وهذا حديث غريب من هذا الوجه. وأخرجه في كتاب تفسير القرآن: باب ومن سورة ن ٥/ ٤٢٤ مختصرًا وفيه حديث القلم وأشار إلى أن في الحديث قصة - لكن عقب عليه بقوله: "هذا حديث حسن" وأخرجه ابن كثير في التفسير، ٤/ ٤٠١ عن أحمد وقال: رواه من طرق عن الوليد بن عبادة، ثم قال: وأخرجه الترمذي من حديث أبي داود الطيالسي به وقال: حسن صحيح غريب. فهذه ثلاثة نقول على حديث الترمذي، وقد اتفقت النسخة الهندية مع شرح المباركفوري مع النسخة المصرية في الموضع الأول: أنه حديث غريب لكن علق المباركفوري ٤/ ٢٠٤ على هذا بقوله: "وأخرجه أبو داود وسكت عليه هو والمنذري" ولم يزد المباركفوري هنا على هذا شيئًا، كأنه يريد أَن يقول لئن حكم الترمذي على الحديث بالغرابة فإن سكوت أبي داود والمنذري كليهما على الحديث يشي بالحكم عليه بالحسن. أما في التفسير وهو الموضع الثاني الذي أخرج الترمذي الحديث فيه فقد اتفقت النسخة الهندية المذكورة في التعقيب على الحديث وما سجله ابن كثير وأن الحديث حسن صحيح غريب وفيه قصة إشارة إلى الرواية الأولى وطريقها هو طريقها أبو داود الطيالسي عن عبد الواحد بن سُلَيم: الأمر الذي يتأكد به أن هذا تعقيب الترمذي على الحديث - على الأقل - في هذا الموضع. وبهذا يبين أن النسخة المصرية لم تتحر الدقة في هذا الموضع أو لعله خطأ مطبعي. وقد علق المباركفوري في هذا الموضع على تعقيب الترمذي بقوله: في سنده عبد الواحد بن سليم وهو ضعيف، لكن أخرجه أبو داود من وجه آخر وسكت عنه هو والمنذري ثم أضاف: وأخرجه أيضًا أحمد من طرق عن الوليد بن عبادة عن أبيه. وكأنما يريد ليؤكد الحكم بحسنه مع عدم المصادرة على الحكم بصحته، كما صنع ابن كثير عند ما نقل حكم الترمذي على الحديث بالحسن والصحة والغرابة دون أن يعقب بما يفيد عدم ارتضائه لهذا الحكم. وكأنهم لم يأخذوا بحيثيات الحكم على عبد الواحد بن سليم بالضعف.