للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تفاصيل [أجزاء] الإيمان والإسلام، وإعانتُه على فعل ذلك. وهذا يحتاج إليه كلُّ مؤمن ليلًا ونهارًا؛ ولهذا أمر الله عباده أن يقرءوا في كل ركعة من صلاتهم قوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (١).

• وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في دعائه بالليل: "اهدني لما اختُلِفَ فيه من الحقِّ بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مُستقيم" (٢).

ولهذا يُشَمَّت العاطس فيقال له: "يهديكم الله".

كما جاءت السنَّة بذلك (٣).


(١) سورة الفاتحة: ٥.
(٢) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها: باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه ١/ ٥٣٤ من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، قال: سألت عائشة أم المؤمنين: بأي شيء كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يفتتح صلاته إذا قام من الليل؟ قالت: كان إذا قام من الليل افتتح صلاته: اللهم! رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض. عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم".
(٣) قال في النهاية ٢/ ٤٩٩: التشميت بالشين [المعجمة] والسين [المهملة]: الدعاء بالخير والبركة، والمعجمة أعلاهما، يقال: شمَّت فلانا وشَمّتَ عليه تَشميتًا، فهو مشمت، واشتقاقه من الشوامت، وهي القوائم، كأنه دعا العاطس بالثبات على طاعة الله تعالى، وقيل: معناه: أبعدك الله عن الشماتة، وجنبك ما يُشَمَّتُ به عليك.
والأصل في سنة التشميت نحو ما أثر من حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: أمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بسبع، ونهانا عن سبع: أمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإجابة الداعي، ورد السلام، ونصر المظلوم، وإبرار المقسم [الحالف] ونهانا عن سبع: عن خاتم الذهب، أو قال: حلقة الذهب، وعن لبس الحرير والديباج والسندس .. الحديث.
ونحو ما روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب. فإذا عطس أحدكم فحمد الله، فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته .. الحديث.
وأما كينية التشميت فالسنة فيها ما روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل هو: يهديكم الله ويصلح بالكم".
وراجع ما أخرجه البخاري في كتاب الأدب: باب تشميت العاطس إذا حمد الله ١٠/ ٤٩٦ وباب ما يستحب من العطاس وما يكره من التثاؤب ١٠/ ٥٠٠ - ٥٠١ وباب إذا عطس كيف يشمت ١٠/ ٥٠١ - ٥٠٢.
وما أخرجه مسلم في كتاب الزهد والرقائق: باب تشميت العاطس وكراهة التثاؤب ٤/ ٢٢٩٢ - ٢٢٩٣.
وما أخرجه الترمذي في كتاب الأدب. باب ما جاء كيف تشميت العاطس ٥/ ٨٢ - ٨٣ وأبو داود في كتاب الأدب: باب ما جاء في تشميت العاطس ٤/ ٤٢٠.
فما يستفاد من هذه الأحاديث الصحيحة من أنه يشمت العاطس فيقال له: "يرحمك الله" مناهض لما ذكره ابن رجب. ==

<<  <  ج: ص:  >  >>