للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإن أنكره من أنكره من فقهاء العراق؛ ظنا منهم أن المسلم لا يحتاج أن يُدعَى له بالهدى، وخالفهم جمهور العلماء اتباعًا للسنة في ذلك.

• وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - عليًّا: أن يسأل الله السداد والهدى (١)، وعلَّم الحسن أن يقول في قنوت الوتر: "اللهم اهدني فيمن هديت" (٢).

* * *

• وأما الاستغفار من الذنوب فهو طلب المغفرة. والعبدُ أحوج شيء إليه؛ لأنَّه يخطئُ بالليل والنهار، وقد تكرر في القرآن ذكر التوبة والاستغفار، والأمر بهما والحثُّ عليهما.

وخرّج الترمذي (٣) وابن ماجه (٤) من حديث أنس -رضي الله عنه-، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كل بني آدم خَطَّاءُ وخير الخطَّائين التَّوَّابُون".

• وخرّج البخاري (٥) من حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "والله إني لأستغفرُ الله وأتوب إليه [في اليوم أكثَرَ من سبعين مرة - وخرجه النَّسَائِي (٦) وابن ماجه (٧) ولفظه: "إني لأستغفر الله وأتوب إليه] (٨) كل يوم مائة مرة".


= ولم يؤثر عنه علم أنه قال للعاطس: "يهديكم الله" إلا في حالة خاصة رواها الترمذي من حديث أبي بردة عن أبي موسى قال: كان اليهود يتعاطسون عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، يرجون أن يقول لهم: يرحمكم الله. فيقول: "يهديكم الله ويصلح بالكم".
أخرجه الترمذي في كتاب الأدب: باب ما جاء كيف يشمت العاطس ٥/ ٨٢ وقال: هذا حديث حسن صحيح.
(١) أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ٤/ ٢٠٩٠ من حديث علي قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قل اللهم اهدني وسددني واذكر بالهدي هدايتك الطريق، وبالسداد سداد السهم".
وأخرجه أحمد في المسند ٢/ ٧٢، ٢٥٦ - ٢٥٧، ٢٧٤، ٣٣٢، ٣٣٣ (المعارف) بإسناد صحيح عن علي -رضي الله عنه- مختصرا ومطولا.
(٢) مضى هذا الحديث بسياقه كاملًا في هامش الحديث الحادي عشر.
(٣) في كتاب صفة القيامة: باب [٤٩] وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث علي بن مسعدة عن قتادة [عن أنس].
(٤) في كتاب الزهد: باب ذكر التوبة ٢/ ١٤٢٠.
(٥) في كتاب الدعاء: باب استغفار النبي - صلى الله عليه وسلم - ١١/ ٨٥ (من الفتح).
(٦) في عمل اليوم والليلة من طرق ووجوه عدة ح ٤٣٥، ٤٣٨، ٤٤٢ والنص الذي أورده ابن رجب هو رواية الموضع الثاني.
(٧) في كتاب الأدب: باب الاستغفار ٢/ ١٢٥٤.
(٨) سقط ما بين القوسين من المطبوعة. وفيها بعد هذا: "مائة مرة"، وخرج من حديث الأغر بإسقاط لفظ مسلم. وفي ذلك من الإيهام ما فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>