وإنما يسلم له هذا الذي عقب به لو كان الحديث معروفًا من رواية أبي وائل. كيف وهو معروف من رواية شهر لا من رواية أبي وائل؟! ٣ - على أن الرواية للحديث من طريق شهر بن حوشب مطعون فيها من جهتين: الأولى: أن شهرًا مختلف في توثيقه وتضعيفه. والثانية: أن شهرًا لم يسمع معاذا بيقين؛ فروايته عن معاذ مرسلة منقطعة، ولا أدل على هذا من رواية الحديث بطريق متصل يبين أن بين شهر ومعاذ راويا آخر هو عبد الرحمن بن غنم وقد سقناها عن أحمد كما أشار إليها ابن رجب. ولئن كانت هذه الرواية متصلة إلا أن فيها ضعفًا أو راويا مختلفا في تضعيفه هو شهر. فأيا ما كان الأمر فتعقيب الترمذي على الحديث غير مسلم. كذلك قال من بيان قبل ابن رجب مثل المنذري في الترغيب والترهيب ٣/ ٥٢٨ - ٢٩٥ فقد أورد الحديث عن أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه، كلهم من رواية أبي وائل عن معاذ بنحو سياق ابن رجب للحديث، وذكر تعقيب الترمذي ثم قال: وأبو وائل أدرك معاذا بالسن، وفى سماعه عندي نظر. وكان أبو وائل بالكوفة، ومعاذ بالشام، والله أعلم. ثم نقل قول الدارقطنى كما ذكره ابن رجب عن رواية شهر، قال: وشهر مع ما قيل فيه لم يسمع معاذا. ثم قال: ورواه البيهقي وغيره عن ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ، وميمون هذا كوفي ما أراه سمع من معاذ بل ولا أدركه؛ فإن أبا داود قال: لم يدردك ميمون بن أبى شبيب عائشة، وعائشة تأخرت بعد معاذ نحو ثلاثين سنة. وقال عمرو بن علي: كان يحدث عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليس عندنا في شيء منه يقول: سمعت. ولم أخبر أن أحدا يزعم أنه سمع من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ". ومفاد هذا وذاك أنه لا يسلم قول الترمذي بتحسين الحديث أو تصحيحه أو بهما معا؛ حيث إن الحديث من رواية أبي وائل، وشهر، وميمون بن أبي شبيب مطعون فيه بالانقطاع والإرسال؛ كما أنه من رواية شهر عن عبد الرحمن بن غنم مطعون فيه بضعف شهر أو الإختلاف في توثيقه وتضعيفه. وقد قفى الشيخ ناصر الألباني في الإرواء ٩١٣ على أثر المنذري وابن رجب حيث أورد كلام ابن رجب هنا والذي يتفق تمامًا مع ما ذهب إليه المنذري. وقد أورد قول ابن ضويان في منار السبيل (١/ ١٠٦): "وحديث وذروة سنامه الجهاد". قال: صحيح وهو قطعة من حديث لمعاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر … الحديث بسياق الترمزى عن أبى وائل ثم ذكر مخرجه في الترمذى وابن ماجه ومسند أحمد وتعقيب الترمذى الآنف ثم قال: قلت: وإسناده حسن، لكن أعله الحافظ ابن رجب في شرح الأربعين، وساق ما قال ابن رجب هنا، وفسّره وأبان عن موضع رواية شهر المرسلة والموصولة في مسند أحمد، كما ذكر رواية عروة بن النزال، وميمون بن أبي شبيب. وأضاف تخريج الحاكم في موضعين لحديث ميمون: ورد تصحيحه للحديث وإقرار الذهبي له بأمرين، الأول عدم سماع ميمون من معاذ تأسيسا منه على ما قال ابن رجب. والثانى أن الراوى عن ميمون هو حبيب بن أبى ثابت، وهو مدلس، وقد عنعنه ثم قال: لكن تابعه الحكم بن =