"أنا آخذ بحجزكم، أقول: إياكم والحدود إياكم وجهنم إياكم والحدود ثلاث مرات، فإذا أنا متُّ تركتكم وأنا فرط لكم على الحوض، فمن ورد أفلح". قال البزار: لا نعلم رواه عن عبد الملك عن أبيه إلا، ليث بن أبي سليم. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ١٠/ ٣٦٤ عن الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه إلا أنه قال في أوله: قال رسوال الله - صلى الله عليه وسلم -: أنا آخذ بحجزكم اتقوا النار اتقوا الحدود فإذا مت تركتكم وأنا فرطكم على الحوض". وذكر الحديث ثم قال: والبزار وفي إسناده عندهم ليث بن أبي سليم وهو مدلس: بقية رجالهم ثقات. أقول: وقد عنعن، فلا يزال في الحديث معن وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٦/ ٣٥٤ بلفظ البزار ثم قال: رواه البزار وفيه ليث بن أبي سليم والغالب عليه الضعف. وهو عند الطبراني في الكبير ١١/ ٢٨ من حديث ليث عن طاووس عن ابن عباس بهذا اللفظ وأتم الحديث فمن ورد فقد أفلح، فيؤتى بأقوام، فيؤخد بهم ذات الشمال، فأقول: رب! فيقول: إنهم لم يزالوا بعدك يرتدوا على أعقابهم ح ١٠٩٥٣. وأورده في الكبير أيضًا ١٢/ ٥٦ - ح ١٢٥٠٨ بمثل رواية البزار وأكمل الحديث بمثل الموضع الأول إلا أن فيه: مرتدين على أعقابهم. (٢) راجع في هذا ما أخرجه البخاري في كتاب الحدود: باب إذا أقر بالحد ولم يبين: هل للإمام أن يستر عليه؟ (١٢/ ١١١ - ١١٢) من الفتح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: قال: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاءه رجل فقال: يا رسول الله! إني أصبت حدًّا فأقمه علي، قال: ولم يسأله عنه، قال: وحضرت الصلاة فصلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلاة قام إليه الرجل، فقال: يا رسول الله! إني أصبت حدًّا فأقم فيَّ كتاب الله، قال: أليس صليت معنا؟ قال: نعم، قال: فإن الله قد غفر لك ذنبك أو قال: حدَّك". وأخرجه مسلم في كتاب التوبة: باب قوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} ٤/ ٢١١٧ - ٢١١٨ من وجوه. ولعل الرجل كان قد أصاب صغيرة حسبها كبيرة، أو لعل الوحي أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الله قد غفر له بصلاته، وتكون هذه خصوصية للرجل راجع فتح الباري في الموضع المذكور. والحديث عند أبي داود والدارمي وأحمد في المسند.