وتلخص لنا أن الحديث من روايتي أنس وابن عمر غير مشهور ولا معروف وأنه مشهور فقط من رواية سهل بن سعد فهل سنسلم للنووي والمنذري وغيرهما تحسينه؟ هذا ما سوف يستبين. الرواية المرسلة - غير الموصولة: أما الرواية التي جاءت غير موصولة؛ فقد جاءت على أربعة أوجه: ١ - من حديث الربيع بن خثيم مرسلًا. ٢ - من حديث ربعي بن حراش مرسلًا. ٣ - من حديث مجاهد بن جبر مرسلًا. ٤ - من حديث إبراهيم بن أدهم معضلًا. وكلها تلتقي عند إبراهيم بن أدهم. فالطريق الرابع: يروي فيه إبراهيم بن أدهم - بلاغًا - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. والثالث: يروي فيه إبراهيم، عن منصور، عن مجاهد - مرسلًا وهذا هو أصح المراسيل وأشهرها. والثاني: يروي فيه إبراهيم عن منصور، عن ربعي. والأول كذلك؛ إلا إنه يروي فيه ربعي عن الربيع بن خثيم، وقد سبق لأبي نعيم أن رد طريق ربعي لمخالفته الأوثق أو الأشهر. فإسناد الحديث إلى أنس: شذوذ. وإسناد الحديث إلى ابن عمر غير معروف، ولا مشهور فضلًا عن أن طريق أبي حازم إليه فيه اضطراب ووهم من راوييه الضعيفين. وأن طريق نافع باطل بأحمد بن المغلس. فلم يبق لنا إلا طرق سهل بن سعد عدا طريق خالد بن عمرو وهي طرق فيها ضعف غير شديد وهي الطرق الموصولة. وبإزائها مرسل مجاهد بن جبر وهو مرسل جيد بيد أنه ضعيف بعدم ذكر الصحابي. والطرق الموصولة قوية بذكر الصحابي إلا أنها ضعفت ببعض رواتها إلى سهل بن سعد ومنهم من هو مختلف فيه على توثيق الكثيرين له كمحمد بن كثير. وقوة رواة المرسل تجبر ضعف بعض رواة الموصولة وذكر الصحابي في الرواية المتصلة يجبر ضعف الإرسال في الرواية المرسلة. وإذا فالحديث حسن كما ذكر النووي وغيره وكما أشار ابن رجب بذكر رواية الحديث مرسلًا وكأنه كان يشير إلى ما قد وضحناه. =