للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو من علامات الزهد في الدنيا. وقلة الرغبة فيها كما قال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه:

من زهد في الدنيا (١) هانت عليه المصيبات (٢).

• والثالث: "أن يستَوي عند العَبْدِ حَامِدُه، وذامُّه في الحقِّ، وهذا (٣) من علامات الزهد في الدنيا، واحتقارها، وقلة الرغبة فيها؛ فإن من عَظُمت الدنيا عنده أحَبَّ (٤) المدح، وكره الذم؛ فربما حمَلَهُ (٥) ذلك على ترك كثير من الحقِّ، خشيةَ الذم، وعلى فعل كثير من الباطل؛ رجاء المدح؛ فمن استوى عنده حامده وذامه في الحق دل على سقوط منزلة المخلوقين من قلبه، وامتلائه من محبة الحق، وما فيه رضا مولاه كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: "اليقين: أن لا ترضي الناس بسخط الله".

• وقد مدح الله الذين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة (٦) لائم.

* * *

• وقد رُوِيَ عن السلف عبارات أخرى في تفسير الزهد في الدنيا، وكلها ترجع إلى ما تقدم؛ كقول الحسن: "الزاهد الذي إذا رأى أحدًا قال: هو أفضلُ مِنِّي".

وهذا يرجع إلى أن الزاهد حقيقة هو الزاهد في مدح نفسه وتعظيمها، ولهذا يقال:


= الدنيا، وبارك لي في سمعي وبصري واجعلهما الوارث مني، اللهم! وخذ بثأري ممن ظلمني، وانصرني علي من عاداني، ولا تجعل الدنيا أكبر همي ولا مبلغ علمي، اللهم! ولا تسلط عليّ من لا يرحمني".
فسئل عنهن ابن عمر فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يختم بهن مجلسه.
ثم قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه وأقره الذهبي.
وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة ص ١٢٠ ح ٤٤٦ عن أبي عبد الرحمن، عن الربيع بن سليمان - به عن خالد، عن نافع، عن ابن عمر بنحو رواية الترمذي.
وجاء رقم الحديث في الموسوعة ٤٤٠ ولعله خطأ مطبعي.
وأورده النووي في الأذكار: ١٥ - كتاب الأذكار المتفرقة: ٥ - باب دعاء الجالس في جمع لنفسه ومن معه ص ٣١٥ عن الترمذي.
وابن تيمية في الوابل الصيب من الكلم الطيب ٢٣٥ - ٢٣٦ وقد ختم به الأدعية التي أوردها في كتابه؛ اهتداء بما ذكر آخر هذا الدعاء عن ابن عمر: أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يختم بهن مجلسه.
(١) ب: "ومن علامات الزهد في الدنيا هانت عليه … ".
(٢) واستقبلها بالصبر والتسليم والرضا.
(٣) م: "وهذه".
(٤) م: "اختار".
(٥) م: "حمل".
(٦) كما قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} سورة المائدة: ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>