(٢) قد علمت معنى "من" وأنها بمعنى "في" هذا إن صحت رواية الثلاث أو إن صح شمول معنى الدنيا للأمور الثلاثة بما فيها الصلاة، وقد قال ابن القيِّمْ: من روى الحديث: حبب إلي من دنياكم ثلاث فقد وهم، بل هي عبادة محضة، نعم يصح أن تضاف إليها لكونها ظرفًا لوقوعها فيها، وكذا قال الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث الرافعي تبعًا لأصله، والولي ابن العراقي في أماليه: إن لفظ ثلاث لم يقع في شيء من طرقه، بل هي مفسدة للمعنى". نقل ذلك العجلوني في كشف الخفاء ١/ ٤٠٥ - ٤٠٨ في الكلام على الحديث وذهب إلى أن المحيل للمعنى زيادة من دنياكم ثلاث لا لفظ ثلاث فقط. أقول: كيف ولفظ الدنيا أو دنياكم ثابتة؟ وقد حل السيوطي في شرحه للنسائي الإشكال بتفسير معنى "من" ولولا أن اللفظة ثابتة لما احتاج إلى هذا التأويل، فانحصر الأمر في لفظ الثلاث؛ لعدم ثبوتها كما قال ابن القيم وغيره لا لإحالتها المعنى كما اتجهوا. راجع كشف الخفاء في الموضع المذكور، والشفاء ١/ ١٩٤، ٢٧٧ والمقاصد الحسنة للسخاوي ص: ١٨٠ - ١٨١. (٣) أخرجه ابن ماجه في سننه: ٣٧ - كتاب الزهد: ٣ - باب مثل الدنيا ٢/ ١٣٧٧ ح ٤١١٢ من طريق علي بن ميمون الرَّقِّي، عن أبي خليد، عن عتبة بن حماد الدمشقي، عن ابن ثوبان، عن عطاء بن قرة، عن عبد الله بن ضمرة السلولي عن أبي هريرة سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكره بالنص المذكور. وأخرجه الترمذي في: ٣٧ - كتاب الزهد: ٣٤ - باب ما جاء في هوان الدنيا على الله عز وجل: ٤/ ٥٦١ ح ٢٣٢٢ من طريق محمد بن حاتم، عن علي بن ثابت، عن ابن ثوبان - به - أن أبا هريرة سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم". وعقب عليه بقوله: هذا حديث حسن غريب. (٤) م: "وخرجه". (٥) أورده الهيثمي في المجمع ١٠، ٢٢٢ عن الطبراني وقال: فيه خداش بن المهاجر، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. (٦) في ذم الدنيا ح ٧ ص ١٤ لكن مرفوعًا بإسناد ضعيف.