للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• وقال الحسن: لا تزال كريمًا على الناس، أو لا يزال الناس يكرمونك ما لم تَعاطَ ما في أيديهم؛ فإذا فعلت ذلِكَ استخفُّوا بك، وكرهوا حديثك، وأبغضوك (١).

• وقال أيوب السَّخْتِياني: لا يقبل الرجل حتى تكون فيه خصلتان: العفة عما في أيدي الناس، والتجاوز عما يكون منهم.

• وكان عمر يقول في خطبته على المنبر: إن الطمع فقر، وإنَّ اليأسَ غنى وإن الإنسانَ إذا أَيسَ من الشيء استغنى عنه (٢).

• وروي أن عبد الله بن سلام لقى كعبَ الأحبار عند عمر فقال: يا كعبَ! مَنْ أربَابُ العلم؟ قال: الذين يعملون به، قال: فما يذهب بالعلم من قلوب العلماء بعد أن حفظوه وعقلوه؟ قال: يذهبه الطمع، وشرَه النفس، وتَطَلُّبُ الحاجات إلى الناس؟! قال: صدقت.

وقد تكاثرت الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بالأمر بالاستعفاف عن مسألة الناس والاستغناء (٣) عنهم فمن سأل الناسَ ما بأيديهم كرِهوه وأبغضوه؛ لأن المال محبوبٌ لنفوس بني آدم. فمن طلب منهم ما يحبّونه كرهوه لذلك.


= وقد ذكر محققه إيراد ابن الجوزي له في الموضوعات ٢/ ١٠٧ - ١٠٨ وقال: محمد بن حميد قد كذبه أبو زرعة، وأبو داود، وزافر لا يتابع على عامة ما يرويه.
وقد رد محققه بمتابعة عبد الصمد بن موسى هنا محمد بن حميد وكذلك عيسى بن صبيح عند الحاكم وأن ابن حجر يميل إلى استحسان الحديث بمتابعاته وأن الشيخ ناصر الألباني صرح بحسنه راجع أيضًا صحيح الجامع الصغير وزيادته ١/ ٦٩١ ح ٣٧١٠.
(١) الحلية ٣/ ٢٠ من حديث عبد الله بن سعيد الرقاشي، عن يونس بن عبيد عن الحسن.
(٢) م: "شيء استغنى عنه" والخبر في الزهد لأحمد ص ١٤٦ والحلية ١/ ٥٠.
(٣) راجع ما أخرجه البخاري في ٢٤ - كتاب الزكاة: ٥٠ - باب الاستعفاف عن المسألة ٣/ ٣٣٥ ح ١٤٦٩ - ١٤٧٢ و: ٥١ - باب من أعطاه الله شيئًا من غيْر مسألة ولا إشراف نفس ٣/ ٣٧٧ ح ١٤٧٣ و ٥٢ - وباب من سأل الناس تكثرًا ٣/ ٣٣٨ ح ١٤٧٤، ١٤٧٥ و ٥٣ - باب قول الله تعالى {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} وكم الغنى؟ وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ولا يجد غنى يغنيه {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} إلى قوله: {فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} ٣/ ٣٤٠ ح ١٤٧٦ - ١٤٧٨ وأول أحاديث هذه المجموعة ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه "أن ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفد ما عنده فقال: ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعُفَّه الله، ومن يستغْن يُغْنِه الله، ومن يتصبَّر يصبره الله، وما أعْطَى أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسعَ من الصبْر".
وانظر ما رواه مسلم في: ١٢ - كتاب الزكاة: ٣٣ باب النهي عن المسألة ٢/ ٧١٨ و: ٣٤ - باب المسكين الذي لا يجد غنى، ولا يفطن له فيتصدق عليه ٢/ ٧١٩: و ٣٥ - باب كراهة المسألة للناس ٢/ ٧٢٠ - ٧٢١ و ٣٦ - باب من تحل له المسألة ٢/ ٧٢٢ و: ٣٧ - باب إباحة الأخذ لمن أعطى من غير مسألة ولا إشراف ٢/ ٧٢٣ - ٧٢٤ و: ٤٢ - باب فضل التعفف والصبر ٢/ ٧٢٩ والحديث المذكور في هذا الموضع الأخير.

<<  <  ج: ص:  >  >>