للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (١) فدلت هذه الآية على أن النفقة في سبيل الله تضاعف بسبعمائة ضعف.

• وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود قال: جاء رَجُلٌ بناقةٍ مَخْطُومَةٍ فقال: يا رسول الله! هذه في سبيل الله. فقال: "لك بها يومَ القيامة سَبْعُمَائةِ ناقة" (٢).

• وفي المسند بإسناد فيه نظر عن أبي عُبيدة بنِ الجرَّاح - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ أنفَقَ نفقَةً فاضلة في سبيل الله فَبسبعِمائةٍ، ومَنْ أنْفَقَ عَلَى نفسِه وأَهْلِه (٣) أو عاد مريضًا أو ماز (٤) أذى، فالحسنة بعشر أمثالها (٥) ".


(١) سورة البقرة: ٢٦١.
(٢) أخرجه مسلم في: ٣٣ - كتاب الإمارة: ٣٧ - باب فضل الصدقة في سبيل الله وتضعيفها ٣/ ١٥٠٥ ح ١٣٢ - (١٨٩٢) وفيه: فقال: هذه في سبيل الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره وزاد. "كلها مخطومة".
(٣) م: "أهله وعياله" وفيها زيادة ليست في الأصول ولا في المسند.
(٤) م: "أماط" وما أثبتناه هو الموافق لما في الأصول والمسند.
(٥) أخرجه أحمد في المسند ١/ ١٩٥ (حلبي) من رواية زياد بن الربيع عن واصل مولى أبي عيينة، عن بشار بن أبي سيف عن عياض بن غطيف، قال: دخلنا على أبي عبيدة بن الجراح نعوده من شكوى أصابه وامرأته تحيفه قاعدة عند رأسه قلت: كيف بات أبو عبيدة؟ قالت: والله! لقد بات بأجر. فقال أبو عبيدة: ما بت بأجر وكان مقبلًا بوجهه على الحائط، فأقبل على القوم بوجهه، فقال: ألا تسألونني عما قلت؟ قالوا: ما أعجبنا ما قلت فنسألك عنه، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من أنفق نفقة في سبيل الله … الحديث وزاد: والصوم جنة ما لم يخرقها ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطة".
وقد أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٢/ ٣٠٠ وقال: رواه أحمد وأبو يعلي والبزار وفيه يسار بن أبي سيف ولم أر من وثقه ولا جرحه وبقية رجاله ثقات. وعنده: "وامرأته نحيفة".
ولكن رواه أحمد في المسند ١/ ١٩٦ (الحلبي) من طريق آخر عن أبي عبيدة ليس فيه يسار بن أبي سيف، حيث رواه في هذا الموضع من رواية واصل عن الوليد بن عبد الرحمن عن عياض بن غطيف قال: دخلنا على أبي عبيدة نعوده قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من أنفق. . ." الحديث.
فقد تابع الوليد بن عبد الرحمن يسار بن أبي سيف ولم ينفرد يسار بروايته؛ مشاهير علماء الأمصار ص ١٨٤ ت ١٤٦٢.
والوليد بن عبد الرحمن هو الجرشي الحمصي الزجاج كان على خراج الغوطة أيام هشام.
روى عن ابن عمر وأبي هروة وأبي أمامة، وجبير بن نفير والحارث بن أوس الثقفي، وعياض بن غطيف وغيرهم.
روى عنه يعلى بن عطاء، وإبراهيم بن أبي عبلة، وداود بن أبي هند، وبشار بن أبي سيف وغيرهم.
وهو أحد ثقات أتباع التابعين بالشام كما قال ابن حبان وأبو حاتم ومحمد بن عون.
وقال أبو زرعة الدمشقي: هو في الطبقة الثالثة، قديم جيد الحديث.
راجع ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري (٤/ ٢/ ١٤٧ - ١٤٨) ومشاهير علماء الأمصار لابن حبان ص ١٨٤ ت ١٤٦٢ وتهذيب التهذيب ١١/ ١٤٠.
فإسناد الحديث من الطريق الثاني صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>