للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومَنْ سَعَى في حصول المعصيةِ جهْدَهُ ثم عجز عنها فقد عمل (١) وكذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار" قالوا: يا رسول الله! هذا القاتل (٢) فما بال المقتول؟ قال: "إنه كان حَريصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِه (٣) ".


= بقوله: هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم: أن الرجل إذا حدث نفسه بالطلاق لم يكن شيء حتى يتكلم به.
والنسائي في: ٢٧ - كتاب الطلاق: ٢٢ - باب من طلق في نفسه ٦/ ١٥٦ - ١٥٧ ح ٣٤٣٣ - ٣٤٣٥ من وجوه عديدة.
وابن ماجه في: ١٠ - كتاب الطلاق: ١٤ - باب من طلق في نفسه ولم يتكلم به ١/ ٦٥٨ ح ٢٠٤٠.
وفي: ١٦ - باب طلاق المكره والناسي ١/ ٦٥٩ ح ٢٠٤٤ وفيه: عما توسوس به صدورها … وما أستكرهوا عليه. والواحدي في أسباب النزول ص ٨٩ وقد ذكر عن المفسرين سبب ورود هذا الحديث، قال: قال المفسرون، لما نزلت هذه الآية: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} جاء أبو بكر، وعمر، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاذ بن جبل، وناس من الأنصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فجثوا على الركب، وقالوا: يا رسول الله! والله ما نزلت أشد علينا من هذه الآية، وإن أحدنا ليحدث نفسه بما لا يحب أن يثبت في قلبه، وأن له الدنيا بما فيها، وإنا لمؤاخذون بما تحدث به أنفسنا؟ هلكنا والله. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: هكذا أنزلت، فقالوا: هلكنا وكلفنا من العمل ما لا نطيق، قال: فلعلكم تقولون كما قالت بنو إسرائيل لموسى: سمعنا وعصينا، قولوا: سمعنا وأطعنا، فقالوا: سمعنا وأطعنا، واشتد ذلك عليهم، فمكثوا بذلك حولا، فأنزل الله تعالى الفرج والراحة بقوله: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} الآية فنسخت هذه الآية ما قبلها، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله قد تجاوز لأمتي ما حدثوا به أنفسهم، ما لم يعملوا أو يتكلموا به".
وأورده السيوطي في الدر المنثور ١/ ٣٧٤، ٣٧٥، ٣٧٦ وزاد نسبته إلى سفيان وعبد بن حميد وابن المنذر.
وانظر ما أورده قبل هذا في تفسير الآيات الأخيرة من سورة البقرة.
وأورده ابن كثير في التفسير ١/ ٣٣٩ كلهم من حديث أبي هريرة بنحوه وبألفاظ مقاربة وقد أورده القرطبي في التفسير ٣/ ٤٢٣ دون ذكر الصحابي لكن ذكر أن الحديث قد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(١) م: "عمل بها".
(٢) كلمة "هذا القاتل" ليست في ا.
(٣) أخرجه البخاري في: ٢ - كتاب الإيمان: ٢٣ - باب: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} فسماهم المؤمنين ١/ ٨٤ - ٨٥ ح ٣١ من رواية الأحنف بن قيس، قال: ذهبت لأنصر هذا الرجل، فلقيني أبو بكرة، فقال: أين تريد؟ قلت: أنصر هذا الرجل؟ قال: ارجع، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره.
وفي: ٨٧ - كتاب الديات: ٢ - باب قول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْيَاهَا. . .} ١٢/ ١٩٢ ح ٦٨٧٥ بنحوه وفي: ٩٢ - كتاب الفتن: ١٠ - باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما ١٣/ ٣١ - ٣٢ ح ٧٠٨٣ بنحوه.
وأخرجه مسلم في: ٥٢ - كتاب الفتن وأشراط الساعة: ٤ - باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما ٤/ ٢٢١٣ - ٢٢١٤ من رواية حماد بن زيد عن أيوب ويونس، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، قال: خرجت وأنا أريد هذا الرجل، فلقيني أبو بكرة، فقال: أين تريد؟ يا أحنف؟ قال: قلت: أريد نصر ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني عليا، قال: فقال لي: يا أحنف! ارجع؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار … الحديث بنحوه.
وأخرجه عقبه من وجوه أخرى عن أبي بكرة بنحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>