«المراودة» الملاطفة في السوق إلى غرض، وأكثر استعمال هذه اللفظة إنما هو في هذا المعنى الذي هو بين الرجال والنساء ويشبه أن يكون من راد يرود إذا تقدم لاختبار الأرض والمراعي، فكان المراود يختبر أبدا بأقواله وتلطفه حال المراود من الإجابة أو الامتناع.
وفي مصحف وكذلك رويت عن الحسن. والَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها هي زليخا امرأة العزيز. وقوله عَنْ نَفْسِهِ كناية عن غرض المواقعة. وقوله: وَغَلَّقَتِ تضعيف مبالغة لا تعدية، وظاهر هذه النازلة أنها كانت قبل أن ينبأ عليه السلام.
وقرأ ابن كثير وأهل مكة:«هيت» بفتح الهاء وسكون الياء وضم التاء، وقرأ ابن عباس وابن أبي إسحاق وابن محيصن وأبو الأسود وعيسى بفتح الهاء وكسر التاء «هيت» ، وقرأ ابن مسعود والحسن والبصريون «هيت» بفتح الهاء والتاء وسكون الياء، ورويت عن ابن عباس وقتادة وأبي عمرو، قال أبو حاتم: لا يعرف أهل البصرة غيرها وهم أقل الناس غلوا في القراءة، قال الطبري: وقد رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأ نافع وابن عامر «هيت» بكسر الهاء وسكون الياء وفتح التاء- وهي قراءة الأعرج وشيبة وأبي جعفر- وهذه الأربع بمعنى واحد، واختلف باختلف اللغات فيها، ومعناه الدعاء أي تعال وأقبل على هذا الأمر، قال الحسن: معناها هلمّ، ويحسن أن تتصل بها لَكَ إذ حلت محل قولها: إقبالا أو قربا، فجرت مجرى سقيا لك ورعيا لك، ومن هذا قول الشاعر يخاطب علي بن أبي طالب:[مجزوء الكامل]
أبلغ أمير المؤمنين ... أخا العراق إذا أتينا
أن العراق وأهله ... عنق إليك فهيت هيتا
ومن ذلك على اللغة الأخرى قول طرفة:[الخفيف]
ليس قومي بالأبعدين إذا ما ... قال داع من العشيرة هيت