البشر بالنحت والنجارة وهذا التأويل أشد إبداء لخساسة الأصنام، وخلق البشر تجوز ولكن العرب تستعمله ومنه قول زهير:
ولأنت تفري ما خلقت وبع ... ض القوم يخلق ثم لا يفري
وهذا من قولهم خلقت الجلد إذا عملت فيه رسوما يقطع عليها والفري هو أن يقطع على ترك الرسوم، وقوله، مَوْتاً وَلا حَياةً يريد إماتة ولا إحياء، و «النشور» بعث الناس من القبور.
المراد ب الَّذِينَ كَفَرُوا قريش وذلك أن بعضهم قال هَذا إِفْكٌ وكذب افْتَراهُ محمد واختلف المتأولون في «القوم» المعينين على زعم قريش، فقال مجاهد أشاروا إلى قوم من اليهود، وقال ابن عباس أشاروا إلى عبيد كانوا للعرب من الفرس أحدهم أبو فكيهة مولى الحضرميين وجبر ويسار وعداس وغيرهم، ثم أخبر الله تعالى عنهم أنهم ما جاؤُ إلا إفكا وَزُوراً أي ما قالوا إلا باطلا وبهتانا، و «الزور» تحسين الباطل هذا عرفه وأصله التحسين مطلقا، ومنه قول عمر رضي الله عنه: فأردت أن أقدم بين يدي أبي بكر مقالة كنت زورتها. وقوله. وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ، قال ابن عباس يعني بذلك قول النضر بن الحارث، وذلك أن كل ما في القرآن من ذكر أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ فإنما هو بسبب قول النضر ابن الحارث حسب الحديث المشهور في ذلك ثم رموا محمدا صلى الله عليه وسلم بأنه اكْتَتَبَها وقرأ طلحة بن مصرف «اكتتبها» بضم التاء الأولى وكسر الثانية على معنى اكتتبت له، ذكرها أبو الفتح، وقرأ طلحة «تتلى» بتاء بدل الميم، ثم أمره تعالى أن يقول إن الذي أنزله هو الله الَّذِي يَعْلَمُ سر جميع الأشياء التي فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ثم أعلم بأنه غفور رحيم ليرجي كل سامع في عفوه ورحمته مع التوبة والإنابة، والمعنى أن الله غفور رحيم في إبقائه على أهل هذه المقالات.