اجتماعهم، والموعد يتعلق بزمان ومكان، وقد يذكر المكان ولا يحد زمان الموعد، وأَجْمَعِينَ تأكيد وفيه معنى الحال، وقوله لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ، قيل إن النار بجملتها سبعة أطباق أعلاها جهنم ثم لظى ثم الحطمة ثم السعير، ثم سقر، ثم الجحيم وفيه أبو جهل، ثم الهاوية، وإن في كل طبق منها بابا، فالأبواب على هذا بعضها فوق بعض، وعبر في هذه الآية عن النار جملة ب جَهَنَّمَ إذ هي أشهر منازلها وأولها وهي موضع عصاة المؤمنين الذين لا يخلدون، ولهذا روي أن جهنم تخرب وتبلى، وقيل إن النار أطباق كما ذكرنا لكن «الأبواب السبعة» كلها في جهنم على خط استواء، ثم ينزل من كل باب إلى طبقة الذي يفضى إليه.
قال القاضي أبو محمد: واختصرت ما ذكر المفسرون في المسافات التي بين الأبواب وفي هواء النار، وفي كيفية الحال إذ هي أقوال أكثرها لا يستند، وهي في حيز الجائز، والقدرة أعظم منها، عافانا الله من ناره وتغمدنا برحمته بمنه. وقرأ الجمهور «جزء» بهمز، وقرأ ابن شهاب «جزء» بضم الزاي، وقرأت فرقة «جزّ» بشد الزاي دون همز وهي قراءة ابن القعقاع.
ذكر الله تعالى ما أعد لأهل الجنة عقب ذكره ما أعد لأهل النار ليظهر التباين، وقرأ الجمهور و «عيون» بضم العين، وقرأ نبيح والجراح وأبو واقد ويعقوب في رواية رويس «وعيون» بكسر العين مثل بيوت وشيوخ، وقرأ الجمهور «ادخلوها» على الأمر بمعنى يقال لهم «ادخلوها» ، وقرأ رويس عن يعقوب «أدخلوها» على بناء الفعل للمفعول وضم التنوين في «عيون» ، ألقى عليه حركة الهمزة، و «السلام» هاهنا يحتمل أن يكون السلامة، ويحتمل أن يكون التحية، و «الغل» الحقد، وذكر الله تعالى في هذه الآية أن ينزع الغل من قلوب أهل الجنة، ولم يذكر لذلك موطنا، وجاء في بعض الحديث أن ذلك على الصراط، وجاء في بعضها أن ذلك على أبواب الجنة، وفي لفظ بعضها أن الغل ليبقى على أبواب الجنة كمعاطن الإبل.
قال القاضي أبو محمد: وهذا على أن الله تعالى يجعل ذلك تمثيلا بلون يخلقه هناك ونحوه، وهذا كحديث ذبح الموت، وقد يمكن أيضا أن يسل من الصدور، ولذلك جواهر سود فيكون كمبارك الإبل، وجاء في بعض الأحاديث أن نزع الغل إنما يكون بعد استقرارهم في الجنة.
قال القاضي أبو محمد: والذي يقال في هذا أن الله ينزعه في موطن من قوم وفي موطن من آخرين، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير ممن قال الله تعالى فيهم: