يُولِجُ معناه يدخل، وهذه عبارة عن أن ما نقص من اللَّيْلَ زاد فِي النَّهارِ، فكأنه دخل فيه، وكذلك ما نقص من النَّهارِ يدخل فِي اللَّيْلِ والألف واللام في الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ هي للعهد، وقيل هي زائدة لا معنى لها ولا تعريف وهذا أصوب، و «الأجل المسمى» هو قيام الساعة، وقيل آماد الليل وآماد النهار، ف «أجل» على هذا اسم جنس، وقرأ جمهور الناس «تدعون» بالتاء، وقرأ الحسن ويعقوب «يدعون» بالياء من تحت، و «القطمير» القشرة الرقيقة التي على نوى التمرة هذا قول الناس الحجة، وقال جوبير عن رجاله «القطمير» القمع الذي في رأس التمرة، وقاله الضحاك والأول أشهر وأصوب، ثم بين تعالى أمر الأصنام بثلاثة أشياء كلها تعطي بطلانها: أولها أنها لا تسمع إن دعيت، والثاني أنها لا تجيب أن لو سمعت وإنما جاء بهذه لأن لقائل متعسف أن يقول عساها تسمع، والثالث أنها تتبرأ يوم القيامة من الكفار، ويكفرون بشركهم أي بأن جعلوهم شركاء لله فأضاف الشرك إليهم من حيث هم قرروه، فهو مصدر مضاف إلى الفاعل، وقوله يَكْفُرُونَ يحتمل أن يكون بكلام، وعبارة يقدر الله الأصنام عليها ويخلق لها إدراكا يقتضيها، ويحتمل أن يكون بما يظهر هناك من جمودها وبطولها عند حركة كل ناطق ومدافعة كل محتج فيجيء هذا على طريق التجوز كما قال ذو الرمة:[الطويل]
وقفت على ربع لمية ناطق ... يخاطبني آثاره وأخاطبه
وأسقيه حتى كاد مما أبثه ... تكلمني أحجاره وملاعبه
وهذا كثير، وقوله وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ قال المفسرون قتادة وغيره «الخبير» هنا أراد به تعالى نفسه فهو الخبير الصادق الخبر نبأ بهذا فلا شك في وقوعه، ويحتمل أن يكون قوله وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ من تمام ذكر الأصنام، كأنه قال: ولا يخبرك مثل من يخبر عن نفسه أي لا أصدق في تبريها من شرككم منها فيريد بالخبير على هذا المثل له، كأنه قال وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ عن نفسه وهي قد أخبرت عن نفسها بالكفر بهؤلاء.