الرماني وقيل كان عليها أمثال الخواتم. وقال ابن عباس: تسويمها إن كان في الحجارة السود نقط بيض وفي البيض سود. ويحتمل أن يكون المعنى: أنها بجملتها معلومة عند ربك لهذا المعنى معلمة له. لا أن كل واحد منها له علامة خاصة به. والمسرف: الذي يتعدى الطور، فإذا جاء مطابقا فهو لأبعد الغايات الكفر فما دونه.
ثم أخبر تعالى أنه أخرج بأمره من كان في قرية لوط مِنَ الْمُؤْمِنِينَ منجيا لهم. وأعاد الضمير على القرية. ولم يصرح لها قبل ذلك بذكر لشهرة أمرها. ولأن القوم المجرمين معلوم أنهم في قرية ولا بد. قال المفسرون: ولا فرق بين تقدم ذكر المؤمنين وتأخره، وإنما هما وصفان ذكرهم أولا بأحدهما ثم آخر بالثاني. قال الرماني: الآية دالة على أن الإيمان هو الإسلام.
قال القاضي أبو محمد: ويظهر إليّ أن في المعنى زيادة تحسن التقديم للإيمان، وذلك أنه ذكره مع الإخراج من القرية، كأنه يقول: نفذ أمرنا بإخراج كل مؤمن، ولا يشترط فيه أن يكون عاملا بالطاعات. بل التصديق بالله فقط.
ثم لما ذكر حال الموحدين ذكرهم بالصفة التي كانوا عليها، وهي الكاملة التصديق والأعمال، والبيت من المسلمين: هو بيت لوط، وكان هو وابنتاه، وقيل وبنته. وفي كتاب الثعلبي: وقيل لوط وأهل بيته ثلاثة عشر، وهلكت امرأته فيمن هلك، وهذه القصة بجملتها ذكرت على جهة المثال لقريش. أي أنهم إذا كفروا وأصابهم مثل ما أصاب هؤلاء المذكورين.
قوله عز وجل:
[سورة الذاريات (٥١) : الآيات ٣٧ الى ٤٤]
وَتَرَكْنا فِيها آيَةً لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ (٣٧) وَفِي مُوسى إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (٣٨) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (٣٩) فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (٤٠) وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (٤١)
ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (٤٢) وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (٤٣) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (٤٤)
المعنى: وَتَرَكْنا في القرية المذكورة، وهي سدوم أثرا من العذاب باقيا مؤرخا لا يفنى ذكره فهو:
آيَةً أي علامة على قدرة الله وانتقامه من الكفرة. ويحتمل أن يكون. والمعنى: وَتَرَكْنا في أمرها كما قال: لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ [يوسف: ٧] وقال ابن جريج: ترك فيها حجرا منضودا كثيرا جدا.
و: لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ هم العارفون بالله تعالى.
وقوله تعالى: وَفِي مُوسى يحتمل أن يكون عطفا على قوله فِيها أي وتركنا في موسى وقصته أثرا أيضا هو آية. ويحتمل أن يكون عطفا على قوله قيل: وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ [الذاريات: ٢٠] ، وَفِي مُوسى. و: فِرْعَوْنَ هو صاحب مصر. والسلطان في هذه الآية الحجة و: (تولى) معناه: فأعرض وأدبر عن أمر الله و: بِرُكْنِهِ بسلطانه وجنده وشدة أمره. وهو الأمر الذي يركن فرعون إليه ويسند في