يَجْزِي معناه يقضي، والمعنى لا ينفعه بشيء ولا يدفع عنه، وهُوَ جازٍ جملة في موضع الصفة، أي ولا يجزي مولود قد كان في الدنيا يجزي، والْغَرُورُ التطميع بما لا يتحصل، والْغَرُورُ الشيطان، بذلك فسر مجاهد والضحاك وقال هو الأمل والتسويف، وقرأ سماك بن حرب وأبو حيوة «الغرور» بضم العين، وقال سعيد بن جبير: معنى الآية أن تعمل المعصية وتتمنى المغفرة، وقرأ الجمهور «يجزي» بفتح الياء من جزا، وقرأ عكرمة «يجزي» بضم الياء على ما لم يسم فاعله، وحكى ابن مجاهد قراءة «لا يجزىء» بضم الياء والهمز وفي رفع «مولود» اضطراب من النحاة قال المهدوي: ولا يكون مبتدأ لأنه نكرة وما بعده صفة له فيبقى بغير خبر.
وقرأ ابن أبي إسحاق وابن أبي عبلة ويعقوب «ولا يغرنكم» خفيفة النون، وقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ذكر النقاش أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الخمس وروي أنه سأل عن بعضها عن جنين وعما يكسب ونحو هذا فنزلت الآية حاصرة لمفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلا الله تعالى ولن تجد من المغيبات شيئا إلا هذه أو ما يعيده النظر، والتأويل إليها، وعِلْمُ السَّاعَةِ مصدر مضاف إلى المفعول، أي كل ما شأنه أن يعلم من أمر الساعة ولكن الذي استأثر الله تعالى به هو علم الوقت وغير ذلك قد أعلم ببعض منه، وكذلك نزول الغيث أمر قد استأثر الله تعالى بتفصيله وعلم وقته الخاص به، وأمر الأجنة كذلك، وأفعال البشر وجميع كسبهم كذلك وموضع موت كل بشر كذلك إلا الأصقاع والموضع الخاص بالجسد، وقرأ ابن أبي عبلة «بأيّة أرض» بفتح الياء وزيادة تاء تأنيث، وعَلِيمٌ خَبِيرٌ صفتان متشابهتان لمعنى الآية، وقال ابن مسعود: كل شيء أوتي نبيكم إلا مفاتيح الخمس ثم تلا الآية، وقرأ «وينزل» خفيفة أهل الكوفة وأبو عمرو وعيسى، وقرأ «وينزّل» بالتثقيل نافع وأبو جعفر وعاصم وشيبة، وذكر أبو حاتم في ترجيح التثقيل رؤيا (انتهى) .