كتاب الله تعالى: وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ، ويَنْظُرُونَ معناه ينتظرون، و «السنة» الطريقة والعادة، وقوله فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا أي لتعذيبه الكفرة المكذبين، وفي هذا توعد بين.
لما توعدهم تعالى في الآية قبلها بسنة الأولين وأن الله تعالى لا يبدلها في الكفرة، وقفهم في هذه الآية على رؤيتهم لما رأوا من ذلك في طريق الشام وغيره كديار ثمود ونحوها، و «يعجزه» معناه يفوته ويفلته، ومِنْ في قوله تعالى: مِنْ شَيْءٍ زائدة مؤكدة، و «عليم قدير» صفتان لائقتان بهذا الموضع، لأن مع العلم والقدرة لا يتعذر شيء، ثم بين تعالى الوجه في إمهاله من أمهل من عباده أن ذلك إنما هو لأن الآخرة من وراء الجميع وفيها يستوفى جزاء كل أحد، ولو جازى عز وجل في الدنيا على الذنوب لأهلك الجميع، وقوله تعالى: مِنْ دَابَّةٍ مبالغة، والمراد بنو آدم لأنهم المجازون، وقيل المراد الجن والإنس، وقيل كل ما دب على الأرض من الحيوان وأكثره إنما هو لمنفعة ابن آدم وبسببه، والضمير في ظَهْرِها عائد على الْأَرْضِ المتقدم ذكرها، ولو لم يتقدم لها ذكر لأمكن في هذا الموضع لبيان الأمر ولكانت ك تَوارَتْ بِالْحِجابِ [ص: ٣٢] ونحوها، و «الأجل المسمى» القيامة، وقوله فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً توعد وفيه للمتقين وعد.