«لتدبروا» على المخاطبة. وقرأ أبو بكر عنه:«لتدبروا» بتخفيف الدال، أصله: تتدبروا، وظاهر هذه الآية يعطي أن التدبر من أسباب إنزال القرآن، فالترتيل إذا أفضل من الهذ، إذ التدبر لا يكون إلا مع الترتيل، وباقي الآية بين.
الهبة والعطية بمعنى واحد، فوهب الله سليمان لداود ولدا، وأثنى تعالى عليه بأوصاف من المدح تضمنها قوله: نِعْمَ الْعَبْدُ. وأَوَّابٌ، معناه: رجاع، ولفظة: أَوَّابٌ هو العامل في إِذْ، لأن أمر الخيل مقتض أوبة عظيمة.
واختلف الناس في قصص هذه الخيل المعروضة، فقال الجمهور: إن سليمان عليه السلام عرضت عليه آلاف من الخيل تركها أبوه له، وقيل: ألف واحد فأجريت بين يديه عشاء، فتشاغل بحسنها وجريها ومحبتها حتى فاته وقت صلاة العشاء. قال قتادة: صلاة العصر ونحوه عن علي بن أبي طالب، فأسف لذلك، وقال: ردوا علي الخيل. قال الحسن: فطفق يضرب أعناقها وعراقيبها بالسيف عقرا لما كانت سبب فوت الصلاة، فأبدله الله أسرع منها: الريح. وقال قوم منهم الثعلبي: كانت بالناس مجاعة ولحوم الخيل لهم حلال، فإنما عقرها لتؤكل على وجه القربة لها ونحو الهدي عندنا، ونحو هذا ما فعله أبو طلحة الأنصاري بحائطه إذ تصدق به لما دخل عليه الدبسي في الصلاة فشغله.
و «الصافن» : الفرس الذي يرفع إحدى يديه ويقف على طرف سنبكه، وقد يفعل ذلك برجله، وهي علامة الفراهية، وأنشد الزجاج:[الكامل]
ألف الصفون فلا يزال كأنه ... مما يقوم على الثلاث كسيرا
وقال أبو عبيدة:«الصافن الذي يجمع يديه ويسويها، وأما الذي يقف على طرف السنبك فهو المخيم. وفي مصحف ابن مسعود: «الصوافن الجياد» . والْجِيادُ جمع جود، كثوب وثياب، وسمي به لأنه يجود بجريه. وقال بعض الناس: الْخَيْرِ هنا أراد به الخيل. والعرب تسمي الخيل الخير، وكذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد الخيل: أنت زيد الخير. وحُبَّ منصوب على المفعول به عند فرقة، كأن أَحْبَبْتُ بمعنى آثرت. وقالت فرقة: المفعول ب أَحْبَبْتُ محذوف، وحُبَّ