للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا المعنى قول النبي عليه السلام: «لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء» ثم يتركب معنى الآية على معنى هذا الحديث. واللام في قوله: لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لام الملك.

واللام في قوله: لِبُيُوتِهِمْ لام تخصيص، كما تقول: هذا الكساء لزيد لدابته، أي هو لدابته حلس ولزيد ملك. قال المهدوي: ودلت هذه الآية على أن السقف لرب البيت الأسفل لا لصاحب العلو، إذ هو منسوب إلى البيوت، وهذا تفقه واهن.

وقرأ جمهور القراء: «سقفا» بضم السين والقاف. وقرأ مجاهد: «سقفا» بضم السين وسكون القاف على الإفراد.

والمعارج: الأدراج التي يطلع عليها، قاله ابن عباس وقتادة والناس. وقرأ طلحة: «معاريج» بزيادة ياء. و: يَظْهَرُونَ معناه يعلون، ومنه حديث عائشة رضي الله عنها: والشمس في حجرتها لم تظهر.

والسرر: جمع سرير.

واختلف الناس في الزخرف، فقال ابن عباس والحسن وقتادة والسدي: الزخرف: الذهب نفسه وروي عن النبي عليه السلام أنه قال: «إياكم والحمزة فإنها من أحب الزينة إلى الشيطان» .

قال القاضي أبو محمد: الحسن أحمر، والشهوات تتبعه.

وقال ابن زيد: الزخرف: أثاث البيت وما يتخذ له من الستور والنمارق ونحوه. وقالت فرقة:

الزخرف: التزاويق والنقش ونحوه من التزيين وشاهد هذا القول: حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ [يونس: ٢٤] .

وقرأ جمهور القراء: «وإن كل ذلك لما» بتخفيف الميم من «لما» ف «إن» مخففة من الثقيلة، واللام في: «لما» داخلة لتفصل بين النفي والإيجاب. وقرأ عاصم وحمزة وهشام بخلاف عنه، والحسن وطلحة والأعمش وعيسى: «لمّا متاع» بتشديد الميم من «لمّا» فإن «لمّا» نافية بمعنى ما. ولَمَّا: بمعنى: إلا، وقد حكى سيبويه نشدتك الله لما فعلت، وحمله على إلا. وفي مصحف أبي بن كعب: «وما ذلك إلا متاع الحياة الدنيا» . وقرأ أبو رجاء: «لما» بكسر اللام وتخفيف، الميم، ف «ما» بمعنى الذي، والعائد عليها محذوف، والتقدير: وإن كل ذلك للذي هو متاع الحياة الدنيا.

وفي قوله تعالى: وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ وعد كريم وتحريض على التقوى، إذ في الآخرة هو التباين في المنازل.

قوله عز وجل:

[سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ٣٦ الى ٣٩]

وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (٣٦) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (٣٧) حَتَّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (٣٨) وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ (٣٩)

مَنْ في قوله: وَمَنْ يَعْشُ شرطية، وعشى يعشو، معناه: قل الإبصار منه كالذي يعتري في

<<  <  ج: ص:  >  >>