الدلالة عليه والعبادة له دون فتور، والانتصاب للعبرة ومنافع الأرزاق وغير ذلك، وَأَجَلٍ عطف على «الحق» أي وبأجل مسمى وهو يوم القيامة، ففي الآية إشارة إلى البعث والنشور وفساد بنية من في هذا العالم، ثم أخبر عن كثير من الناس أنهم كفرة بذلك المعنى فعبر عنه بِلِقاءِ الله لأن لقاء الله هو عظم الأمر وفيه النجاة أو الهلكة.
هذا أيضا توقيف وتوبيخ على أنهم ساروا ونظروا، أي إن ذلك لم ينفعهم حين لم يعملوا بحسب العبرة وخوف العاقبة.
قال القاضي أبو محمد: ولا يتوجه للكفرة أن يعارض منهم من لم يسر فيقول لم أسر لأن كافة من سار من الناس قد نقلت إلى من لم يسر فاستوت المعرفة وحصل اليقين للكل، وقامت الحجة، وهذا بين، وقوله تعالى: وَأَثارُوا الْأَرْضَ يريد بالمباني والحرث والحروب، وسائر الحوادث التي أحدثوها هي كلها إثارة للأرض بعضها حقيقة وبعضها تجوز لأن إثارة أهل الأرض والحيوان والمتاع، إثارة للأرض، وقرأ أبو جعفر «وآثاروا» بمد الهمزة قال ابن مجاهد: ليس هذا بشيء، قال أبو الفتح: وجهها أنه أشبع فتحة الهمزة فنشأت ألف ونحوه قول ابن هرمة: [الوافر]
فأنت من الغوائل حين ترمى ... ومن ذم الرجال بمنتزاح
قال وهذا من ضرورة الشعر لا يجيء في القرآن، وقرأ أبو حيوة «وآثروا الأرض» بالمد بغير ألف بعد الثاء من الأثرة، والضمير في عَمَرُوها الأول للماضين والثاني للحاضرين والمعاصرين، وباقي الآية بين يتضمن الوعد والتخويف من عدل الله تعالى.
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو «عاقبة» بالرفع على أنها اسم كانَ والخبر يجوز أن يكون السُّواى ويجوز أن يكون أَنْ كَذَّبُوا وتكون السُّواى على هذا مفعولا ب أَساؤُا وإذا كان السُّواى خبرا