الْأَيْكَةِ الغيضة والشجر الملتف المخضر يكون السدر وغيره، قال قتادة، وروي أن أيكة هؤلاء كانت من شجر الدوم، وقيل من المقل، وقيل من السدر، وكان هؤلاء قوما يسكنون غيضة ويرتفقون بها في معايشهم فبعث الله إليهم شعيبا فكفروا فسلط الله عليهم الحر فدام عليهم سبعة أيام ثم رأوا سحابة فخرجوا فاستظلوا تحتها فاضطرمت عليهم نارا، وحكى الطبري قال: بعث شعيب إلى أمتين كفرتا فعذبتا بعذابين مختلفين: أهل مدين عذبوا بالصيحة، وأَصْحابُ الْأَيْكَةِ، ولم يختلف القراء في هذا الموضع في إدخال الألف واللام على «أيكة» ، وأكثرهم همز ألف أيكة بعد اللام، وروي عن بعضهم أنه سهلها ونقل حركتها إلى اللام فقرأ «أصحاب الأيكة» دون همز، واختلفوا في سورة الشعراء وفي سورة ص، وإِنْ هي المخففة من الثقيلة على مذهب البصريين، وقال الفراء إِنْ بمعنى ما، واللام في قوله لَظالِمِينَ بمعنى إلا. قال أبو علي: الأيك جمع أيكة كترة وتمر.
قال القاضي أبو محمد: ومن الشاهد على اللفظة قول أمية بن أبي الصلت:
كبكاء الحمام على غصون الأي ... ك في الطير الجوانح
ومنه قول جرير:[الوافر]
وقفت بها فهاج الشوق مني ... حمام الأيك يسعدها حمام
ومنه قول الآخر:
ألا إنما الدنيا غضارة أيكة ... إذا اخضرّ منها جانب جف جانب
ومنه قول الهذلي:
موشحة بالطرتين دنا لها ... جنا أيكة تضفو عليها قصارها