اختلف الناس في الْبُرُوجِ، فقال الضحاك وقتادة: هي القصور، ومنه قول الأخطل:[البسيط]
كأنها برج رومي يشيّده ... لز بجص وآجر وأحجار
وقال ابن عباس: الْبُرُوجِ النجوم، لأنها تتبرج بنورها، والتبرج: التظاهر والتبدي، وقال الجمهور وابن عباس أيضا: الْبُرُوجِ هي المنازل التي عرفتها العرب وهي اثنا عشر على ما قسمته العرب وهي التي تقطعها الشمس في سنة، والقمر في ثمانية وعشرين يوما، وقال قتادة معناه: ذات الرمل، والسماء يريد أنها مبنية في السماء، وهذا قول ضعيف، وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ هو يوم القيامة باتفاق، قاله النبي صلى الله عليه وسلم، ومعناه: الموعود به، وقوله: وَمَشْهُودٍ، معناه: عليه أو له أو فيه، وهذا يترتب بحسب الحساب في تعيين المراد ب «شاهد ومشاهد» ، فقد اختلف الناس في المشار إليه بهما فقال ابن عباس: الشاهد الله تعالى، والمشهود يوم القيامة، وقال ابن عباس والحسن بن علي وعكرمة: الشاهد محمد صلى الله عليه وسلم، والمشهود يوم القيامة، قال الله تعالى: إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً [الأحزاب: ٤٥، الفتح: ٨] ، وقال في يوم القيامة وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ [هود: ١٠٣] ، وقال مجاهد وعكرمة أيضا: الشاهد آدم وجميع ذريته، والمشهود يوم القيامة، ف شاهِدٍ اسم جنس على هذا، وقال بعض من بسط قول مجاهد وعكرمة: شاهِدٍ أراد به رجل مفرد أو نسمة من النسم، ففي هذا تذكير بحقارة المسكين ابن آدم، والمشهود يوم القيامة، وقال الحسن بن أبي الحسن وابن عباس أيضا: الشاهد يوم عرفة، ويوم الجمعة، والمشهود يوم القيامة، وقال ابن عباس وعلي وأبو هريرة والحسن وابن المسيب وقتادة: شاهِدٍ يوم الجمعة، وَمَشْهُودٍ يوم عرفة، وقال ابن عمر: شاهِدٍ يوم الجمعة، وَمَشْهُودٍ يوم النحر، وقال جابر: شاهِدٍ يوم الجمعة، وَمَشْهُودٍ الناس، وقال محمد بن كعب: