الآية: الكائن في الأرض القواء وهي الفيافي، وعبر الناس في تفسير «المقوين» بأشياء ضعيفة، كقول ابن زيد للجائعين ونحوه.
ولا يقوى منها ما ذكرناه، ومن قال معناه: للمسافرين، فهو نحو ما قلناه، وهي عبارة ابن عباس رضي الله عنه تقول: أصبح الرجل، دخل في الصباح. وأصحر دخل في الصحراء، وأقوى دخل في الأرض القواء، ومنه أقوت الدار، وأقوى الطلل: أي صار قواء، ومنه قول النابغة:[البسيط] أقوت وطال عليها سالف الأبد وقول الآخر: [الكامل] أقوى وأقفر بعد أمّ الهيثم والفقير والغني إذا أقوى سواء في الحاجة إلى النار، ولا شيء يغني غناءها في الصرد، ومن قال: إن أقوى من الأضداد من حيث يقال: أقوى الرجل إذا قويت دابته فقد أخطأ وذلك فعل آخر كأترب إذا أترب، ثم أمر نبيه بتنزيه ربه تعالى وتبرئة أسمائه العلى عما يقوله الكفرة الذين حجوا في هذه الآيات.
اختلف الناس في:«لا» ، من قوله: فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ فقال بعض النحويين: هي زائدة والمعنى فأقسم، وزيادتها في بعض المواضع معروف كقوله تعالى: لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ [الحديد: ٢٩] وغير ذلك، وقال سعيد بن جبير وبعض النحويين: هي نافية، كأنه قال: فَلا صحة لما يقوله الكفار، ثم ابتدأ أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ. وقال بعض المتأولين هي مؤكدة تعطي في القسم مبالغة ما، وهي كاستفتاح كلام مشبه في القسم ألا في شائع الكلام القسم وغيره، ومن هذا قول الشاعر:
[الطويل]«فلا وأبي أعدائها لا أخونها» والمعنى: فو أبي اعدائها، ولهذا نظائر.
وقرأ الحسن والثقفي:«فلأقسم» بغير ألف، قال أبو الفتح، التقدير: فلأنا أقسم.
وقرأ الجمهور من القراء «بمواقع» على الجمع، وقرأ عمر بن الخطاب وابن عباس وابن مسعود وأهل