عملت فيه، لأن التقدير: وعد الله حق، قاله أبو علي في الحجة. وقال بعض النحاة: لا يعطف على موضع إِنَّ، إلا إذا كان العامل الذي عطلته إِنَّ باقيا، وكذلك هي على موضع الباء في قوله: فلسنا بالجبال ولا الحديد، فلما كانت ليس باقية، جاز العطف على الموضع قبل دخول الباء، ويظهر نحو هذا النظر من كتاب سيبويه، ولكن قد ذكرنا ما حكى أبو علي وهو القدوة.
وقولهم: إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا معناه: إِنْ نَظُنُّ بعد قبول خبركم إِلَّا ظَنًّا وليس يعطينا خبرا.
وقوله تعالى: وَبَدا لَهُمْ الآية حكاية حال يوم القيامة. وَحاقَ معناه: نزل وأحاط وهي مستعملة في المكروه، وفي قوله: ما كانُوا حذف مضاف تقديره: جزاء ما كانوا، أي عقاب كونهم يَسْتَهْزِؤُنَ.
نَنْساكُمْ معناه: نترككم كما تركتم لقاء يومكم هذا، فلم يقع منكم استعداد له ولا تأهب، فسميت العقوبة في هذه الآية باسم الذنب. والمأوى: الموضع الذي يسكنه الإنسان ويكون فيه عامة أوقاته أو كلها أجمع. و: آياتِ اللَّهِ لفظ جامع لآيات القرآن وللأدلة التي نصبها الله تعالى لينظر فيها العباد.
وقرأ أكثر القراء:«لا يخرجون» بضم الياء المنقوطة من تحت وفتح الراء. وقرأ حمزة والكسائي وابن وثاب والأعمش والحسن:«يخرجون» بإسناد الفعل إليهم بفتح الياء وضم الراء. و: يُسْتَعْتَبُونَ تطلب منهم مراجعة إلى عمل صالح.
وقوله تعالى: فَلِلَّهِ الْحَمْدُ إلى آخر السورة، تحميد لله تعالى وتحقيق لألوهيته، وفي ذلك كسر لأمر الأصنام والأنصاب.
وقراءة الناس:«ربّ» بالخفض في الثلاثة على الصفة. وقرأ ابن محيصن: بالرفع فيها على معنى هو ربّ.
و: الْكِبْرِياءُ بناء مبالغة، وفي الحديث: يقول الله تعالى: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني منهما شيئا قصمته.