هذه أوصاف فعل، وهي نعم من الله تعالى على البشر، تقوم بها الحجة على كل كافر مشرك بالله تعالى.
وقوله: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ليس من قول المسئولين، بل هو ابتداء إخبار من الله تعالى.
وقرأ جمهور الناس:«مهادا» وقرأ ابن مسعود وطلحة والأعمش: «مهدا» ، والمعنى واحد، أي يتمهد ويتصرف فيها.
والسبل: الطرق. و: تَهْتَدُونَ معناه في المقاصد من بلد إلى بلد ومن قطر إلى قطر، ويحتمل أن يريد: تَهْتَدُونَ بالنظر والاعتبار.
وقوله تعالى: مِنَ السَّماءِ هو المطر بإجماع، واختلف المتأولون في معنى قوله: بِقَدَرٍ فقالت فرقة معناه: بقضاء وحتم في الأزل. وقال آخرون المعنى: بقدر في الكفاية للصلاح لا إكثار فيفسد ولا قلة فيقصر، بل غيثا مغيثا سبيلا نافعا. وقالت فرقة معناه: بتقدير وتحرير، أي قدرا معلوما، ثم اختلف قائلو هذه المقالة، فقال بعضهم: ينزل كل عام ماء قدرا واحدا لا يفضل عام عاما، لكن يكثر مرة هنا ومرة هاهنا. وقالت فرقة: بل ينزل الله تقديرا ما في عام، وينزل في آخر تقديرا آخر بحسب ما سبق به قضاؤه، لا إله غيره. و:«أنشرنا» معناه: أحيينا، يقال: نشر الميت، وأنشره الله. و: بَلْدَةً اسم جنس، ووصفها ب مَيْتاً دون ضمير من حيث هي واقعة موقع قطر ونحوه، إذ التأنيث فيها غير حقيقي.
وقرأ الجمهور:«ميتا» بسكون الياء. وقرأ أبو جعفر بن القعقاع:«ميّتا» بياء مكسورة مشددة، وهي قراءة عيسى بن عمر، والأول أرجح لشبه لفظها: بزور، وعدل، فحسن وصف المؤنث بها.
وقرأ أكثر السبعة والأعرج وأبو جعفر:«كذلك تخرجون» بضم التاء وفتح الراء. وقرأ حمزة والكسائي وابن وثاب وعبد الله بن جبير المصيح:«وكذلك تخرجون» بفتح التاء وضم الراء.
و: الْأَزْواجَ الأنواع من كل شيء، ومِنَ في قوله: مِنَ الْفُلْكِ للتبعيض، وذلك أنه لا يركب من الأنعام غير الإبل، وتدخل الخيل والبغال والحمير فيما يركب بالمعنى. واللام في قوله:
لِتَسْتَوُوا لام الأمر، ويحتمل أن تكون لام كي، وما في قوله: ما تَرْكَبُونَ واقعة على النوع