هذه الآية نزلت في أعراب وقوم لا يقين لهم كان أحدهم إذا أسلم فاتفق له اتفاقات حسان من نمو ماله وولد ذكر يرزقه وغير ذلك قال هذا دين جيد وتمسك به لهذه المعاني، وإن كان الأمر بخلاف، تشاءم به وارتد كما صنع العرنيون وغيرهم، قال هذا المعنى ابن عباس ومجاهد وقتادة وغيرهم، وقوله تعالى: عَلى حَرْفٍ معناه على انحراف منه عن العقيدة البيضاء أو على شفى منها معدى للزهوق، و «الفتنة» :
الاختبار، وقوله تعالى: انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ عبارة للمولي عن الأمور وخسارته الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ، أما الدُّنْيا فبالمقادير التي جرت عليه، وأما الْآخِرَةَ فبارتداده وسوء معتقده، وقرأ مجاهد وحميد والأعرج «خاسرا الدنيا والآخرة» نصبا على الحال، وقوله تعالى: ما لا يَضُرُّهُ يريد الأوثان، ومعنى يَدْعُوا يعبد، ويدعو أيضا في ملماته، واختلف الناس في قوله تعالى: يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ فقالت فرقة من الكوفيين اللام مقدمة على موضعها وإنما التقدير «يدعو من لضره» ، ويؤيد هذا التأويل أن عبد الله بن مسعود قرأ «يدعو من ضره» ، وقال الأخفش يَدْعُوا يمعنى يقول، و «من» مبتدأ وضَرُّهُ مبتدأ، وأَقْرَبُ خبره، والجملة صلة، وخبر مِنْ محذوف والتقدير يقول لمن ضره أقرب منه نفعه إله وشبه هذا، يقول عنترة:«يدعون عنتر والرماح كأنها» ع وهذا القول فيه نظر فتأمل إفساده للمعنى إذ لم يعتقد الكافر قط أن ضر الأوثان أقرب من نفعها واعتذار أبي علي هنا مموه، وأيضا فهو لا يشبه البيت الذي استشهد به، وقيل المعنى في يَدْعُوا يسمى، وهذا كالقول الذي قبله، إلا أن المحذوف آخرا مفعول تقديره إلها، وقال الزجاج يجوز أن يكون يَدْعُوا في موضع الحال وفيه هاء محذوفة والتقدير ذلك هو الضلال البعيد يدعو أو يدعوه، فيوقف على هذا، قال أبو علي ويحسن أن يكون ذلك بمعنى الذي، أي الذي هو الضلال البعيد يدعو أو يدعوه، فيوقف على هذا، قال أبو علي ويحسن أن يكون ذلك بمعنى الذي، أي الذي هو الضلال البعيد يدعو أو يدعوه، فيوقف على هذا، قال أبو علي ويحسن أن يكون ذلك بمعنى الذي، أي الذي هو الضلال البعيد يَدْعُوا فيكون قوله ذلك موصولا بقوله ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ ويكون يَدْعُوا عاملا في قوله ذلِكَ ع كون ذلِكَ بمعنى الذي غير سهل وشبهه المهدوي بقوله تعالى: وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى [طه: ١٧] وقد يظهر في الآية أن يكون قوله يَدْعُوا متصلا بما قبله، ويكون فيه معنى التوبيخ كأنه قال يَدْعُوا من لا يضر ولا ينفع. ثم كرر يَدْعُوا على جهة التوبيخ غير معدى إذ عدي أول الكلام ثم ابتدأ الإخبار بقوله لَمَنْ ضَرُّهُ واللام مؤذنة بمجيء القسم والثانية التي في لَبِئْسَ لام القسم وإن كان أبو علي مال إلى أنها لام الابتداء والثانية لام اليمين، ويظهر أيضا في الآية أن يكون المراد يدعو من ضره ثم علق الفعل باللام وصح أن يقدر هذا الفعل من الأفعال التي تعلق وهي أفعال النفس كظننت وخشيت، وأشار أبو علي إلى هذا ورد عليه، والْعَشِيرُ القريب المعاشر في الأمور، وذهب الطبري إلى أن المراد بالمولى والعشير هو الإنسان الذي يعبد الله على حرف ويدعو الأصنام، والظاهر أن المراد ب الْمَوْلى والْعَشِيرُ هو الوثن الذي ضره أقرب من نفعه، وهو قول مجاهد والله أعلم.