للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= والزهد الكبير، والأسماء والصفات له.
وقد أورده الزبيدي في الإتحاف ٥/ ٢٩٥ - ٢٩٦ وزاد نسبته إلى الطبراني في الكبير من حديث ابن عباس يقول الله - عز وجل -: "من عادى لي وليًا فقد ناصبني بالمحاربة … الحديث" وإلى أبي نعيم في الحلية، وابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء، والحكيم في النوادر، وابن مردويه، والبيهقي في الأسماء، وابن عساكر كلهم من حديث أنس يقول الله - عز وجل -: من أهان لي وليًا فقد بارزني بالمحاربة.
وأورده في ٨/ ١٠٢ وزاد نسبته إلى أحمد، والحكيم، وأبي يعلى، والطبراني في الأوسط، وأبي نعيم في الطب، والبيهقي في الزهد، وابن عساكر، من حديث عائشة قال: قال الله - عز وجل -: "من آذى لي وليًا فقد استحل محاربتي … الحديث" وسيأتي لنا تفصيل القول فيها.
وأما شريك بن عبد الله بن نمر؛ فحسبنا ما قال ابن حجر: في الفتح ١٣/ ٤٨٥، عن شريك الذي قيل عن تفرده بأشياء في حديث الإسراء والمعراج، نقلًا عن أبي الفضل بن طاهر: تعليل الحديث بتفرد شريك، ودعوى ابن حزم أن الآفة منه شيء لم يسبق إليه؛ فإن شريكًا قبله أئمة الجرح والتعديل، ووثقوه، ورووا عنه، وأدخلوا حديثه في تصانيفهم واحتجوا به.
ثم قال ابن حجر: وروى عبد الله بن أحمد الدورقي، وعثمان الدارمي، وعباس الدوري، عن يحيى بن معين: لا بأس به، وقال ابن عدي: مشهور من أهل المدينة؛ حدث عنه مالك وغيره من الثقات، وحديثه إذا روى عنه ثقة لا بأس به، إلا أن يروى عنه ضعيف؛ قال ابن طاهر: وحديثه هذا رواه عنه ثقة وهو سليمان بن بلال.
أقول: وهو الراوي الذي روى عنه حديث أبي هريرة "من عادى لي وليًا" الحديث.
ولا يطعن الحديث إذًا بتفرد شريك به.
وهكذا، قال النسائي، وابن معين، وابن أبي حاتم: ليس به بأس، وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث؛ ووثقه أبو داود، وابن حبان لكن قال: ربما أخطأ وقال النسائي: ليس بالقوي ولعله يقصد إذا روى عنه ضعيف.
وقد وضع ابن عدي الميزان: إذا روي عنه ثقة فلا بأس برواياته.
وأنه روى له الشيخان، وأصحاب السنن.
وقد روى عن أنس وعطاء بن يسار وابن المسيب وغيرهم، وروى عنه مالك والثوري والمقبري وغيرهم وهو من الخامسة، قال عنه ابن حجر: صدوق يخطئ.
وقيل ليحيى بن معين: شريك أثبت أو أبو الأحوص؟ قال: شريك.
ومن وثيق صلته بالله ما حكاه يحيى بن معين قال: حدثني منجاب قال: قال رجل لشريك: كيف تجدك يا أبا عبد الله؟! قال: أجدني شاكيا، غير شاك لله - عز وجل -.
ومن ورعه ما حكاه يحيى قال: قال أبو عبيد الله لشريك القاضي: "أردت أن أسمع منك أحاديث؟ فقال: "قد اختلطت علي أحاديثي وما أدري كيف هي؟ " فألح عليه أبو عبيد الله، فقال: حدثنا بما تحفظ، ودع ما لا تحفظ. فقال: أخاف أن تجرح أحاديثي ويضرب بها في وجهي".
وإذا كان هذا حاله في الورع عن الخطأ، وفي الحرص والتحوط فكيف به إذا حدَّث؟!.
راجع ترجمته في التاريخ الكبير ٢/ ٢/ ٢٣٦، والتاريخ لابن معين ٢/ ٢٥١ - ٢٥٢، والثقات للعجلي ص ٢١٧ ت ٦٦٣ وذكر أنه مدني تابعي ثقة، والثقات لابن حبان ٤/ ٣٦٠ والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٢/ ١/ ٣٦٣ - ٣٦٤ وتهذيب التهذيب ٤/ ٣٣٧ - ٣٣٨، والتقريب ١/ ٣٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>