وقد بقي أمر الاختلاف في الرواية بين البخاري ومسلم وقد أجمله النووي في وجهين: أحدهما: أن في رواية مسلم: أن الجارية هي أخت الربَيِّع، وفي رواية البخاري: أنها الربيع بنفسها. والثاني: أن في رواية مسلم أن الحالف لا تكسر ثنيتها هي: أم الرَّبيع بفتى الراء، وفي رواية البخاري أنه أنس بن النصر وقد أجاب النووي عن هذا بقوله. قال العلماء: المعروف في الروايات رواية البخاري، وقد ذكرها من طرقه الصحيحة كما ذكرنا عنه، وكذا رواه أصحاب كتب السنن وعقب بقوله: قلت: إنهما قضيتان: أما الرُّبيع - الجارحة - في رواية البخاري وأخت الجارحة في رواية مسلم: فهي بضم الراء وفتح الباء، وتشديد الياء. وأما أم الربيع - الحالفة - في رواية مسلم؛ فهي بفتح الراء وكسر الباء وتخفيف الياء". والحديث أخرجه البيهقي ٨/ ٢٥ نحو رواية البخاري. وفي ٨/ ٦٤ نحو روايتي مسلم من حديث ثابت عن أنس، ونحو رواية البخاري من حديث حميد، عن أنس، ثم قال: ظاهر الخبر يدل على كونهما قصتين، وإلا فثابت أحفظ. وهو هنا يرجح رواية مسلم بثابت. وسبق للنووي أنه أومأ إلى ترجيح رواية البخاري على أساس أن المعروف في الروايات رواية البخاري، فالله أعلم، سيما وعامة الروايات على ما عند البخاري. والحديث عند البغوي في شرح السنة ١٠/ ١٦٦ بنحو ما عند البخاري وانظر الموسوعة ٣/ ٤٣٧. (١) ليست في "ا". (٢) م: "فمنحهم". (٣) م: "وألحقني". (٤) الذي في المستدرك وتعليق الذهبي ٣/ ٢٩١ - ٢٩٢ من رواية عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كم من ضعيف متضعف ذي طمرين لو أقسم على الله لأبر قسمه منهم البراء بن مالك، فإن البراء لقي زحفًا من المشركين وقد أوجع المشركون في المسلمين، فقالوا: يا براء! إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إنك لو أقسمت على الله لأبرك فأقسم على ربك!؟ فقال: أقسمت عليك يا رب! لما منحتنا أكتافهم، ثم التقوا =