للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• وتارة يُذكَر أن الله يغفر لمن استغفره.

كقوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} (١).

وكثيرًا ما يُقْرَن الاستغفارُ بذكر التوبة؛ فيكون الاستغفار حينئذ عبارةً عن طلب المغفرة باللسان، والتوبةُ عبَارةً عن الإقلاع عن الذنوب بالقلبِ والجوارح.

• وتارة يفرد الاستغفار ويرتب عليه المغفرة.

كما ذكر في هذا الحديث وما أشبهه؛ فقد قيل: إنه أريد به الاستغفار المقتَرنُ بالتوبة.

وقيل: إن نصوص الاستغفار المفردة كلها مطلقة تقيد بما ذكر في آية آل عمران من عدم الإصرار؛ فإن الله - عز وجل - وعد فيها بالمغفرة لمن استغفره من ذنوبه، ولم يُصرَّ على فعله.

فتحمل النصوص المطلقة في الاستغفار كلها على هذا المقيد.

ومجرد قول القائل: اللهم اغفر لي طلب منه للمغفرة ودُعَاءٌ بها، فيكون حكمه حكم سائر الدعاء، فإن شاء الله أجابه وغفر لصاحبه، لا سيما إذا خرج عن قلب منكسر بالذنب (٢) أو صادف ساعة من ساعات الإجابة؛ كالأسحار وأدبار الصلوات.

• ويروى عن لقمان - عليه السلام - أنه قال لابنه: "يا بنيَّ! عوِّد لسانك: اللهم! اغفر لي؛ فإن لله ساعات لا يردُّ فيها سائلًا (٣) ".

• وقال الحسن: أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، وأينما كنتم؛ فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة.

• وخرّج ابن أبي الدنيا في كتاب "حُسْنُ الظَّنِّ" من حديث أبي هريرة مرفوعًا (٤) بينما رجل مستلق إذ نظر إلى السماء (٥) وإلى النجوم فقال: إني لأعلم (٦) أن لكِ ربًّا خالقًا اللهم! اغفر لي؛ فغفر له (٧).

• وعن مورق قال: كان رجلٌ يعمل السيئاتِ فخرج إلى البَرِّيَة، فجمع ترابًا،


(١) سورة النساء: ١١٠.
(٢) م: "بالذنوب".
(٣) حسن الظن بالله ص ٩٣ ح ١١٩.
(٤) م: "بينما" وما أثبتناه عن "ا" هو الموافق لما عند ابن أبي الدنيا.
(٥) سقطت من ب.
(٦) في حسن الظن: "أعلم".
(٧) أخرجه ابن أبي الدنيا في حسن الظن بالله ص ٨٧ ح ١٠٧ عن يحيى بن يوسف الزَّمي عن عبد الله بن جعفر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة.
وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن جعفر، ضعفه النسائي ويحيى بن معين، والعقيلي، وقال ابن حبان: كان ممن يهم في الأخبار حتى يأتي بها مقلوبة، ويخطئ في الآثار حتى كأنها معمولة، وقد كتبنا نسخته =

<<  <  ج: ص:  >  >>