ومعنى قضائه بالوعد: حكمه بوجوب إنجاز الوعد، وقد روي ذلك عن سمرة بن جندب. وكان إسحاق بن راهويه - كما ذكر البخاري يحتج بحديث ابن الأشوع عن سمرة في القول بوجوب إنجاز الوعد؛ ولما كان من صفات المنافقين خلف الوعد؛ كان من صفات المؤمنين إنجاز الوعد؛ ولهذا أثنى الله على عبده ورسوله إسماعيل بصدق الوعد. وكذلك كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يعد أحدًا شيئا إلا وفي له به. وقد أثنى على أبي العاص بن الربيع زوج ابنته زينب فقال: حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي. راجع تفسير ابن كثير ٣/ ١٢٥، وعمدة القاري ١٣/ ٢٥٨، وفتح الباري ٥/ ٢٨٩ - ٢٩٠. (٢) أخرجه البخاري في: ٤٦ - كتاب المظالم: ١٥ - باب قول الله تعالى: {وهو ألد الخصام} ٥/ ١٠٦. وطرفاه في ح ٤٥٢٣، ٧١٨٨. قال ابن حجر: الألد: الشديد اللَّدَد أي الجدال مشتق من اللديدين؛ وهما صفحتا العنق، والمعنى أنه من أي جانب أخذ في الخصومة قوي. والخصم: الشديد الخصومة في الباطل، وبالباطل ولو في إثبات حقٍّ. ومسلم في ٤٧ - كتاب العلم: ٢ - باب في الألد الخصم ٤/ ٢٠٥٤ ح ٥ (٢٦٦٨) من حديث عائشة. (٣) راجع في هذا ما أخرجه البخاري في: ٤٦ كتاب الظالم: ١٦ - باب إثم من خاصم في باطل وهو يعلمه ٥/ ١٠٧ ح ٢٤٥٨ وأطرافه في أحاديث: ٢٦٨٠، ٦٩٦٧، ٧١٦٩، ٧١٨١، ٧١٨٥. ومسلم في: ٣٠ - كتاب الأقضية: ٣ - باب الحكم بالظاهر واللحن بالحجة ٣/ ١٣٣٧ - ١٣٣٨ ح ٤ - (١٧١٣)، ٥، ٦ من حديث أم سلمة من وجوه عديدة. وفي بعض النسخ: "مما أسمع".