للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا رأَى أَو سمع ما يكرهه الله، غضب لذلك، وقال فيه، ولم يسكت. وقد دخل بيت عائشة رضي الله عنها، فرأَى سِتْرًا فيه تَصَاوير؛ فتلون وجهُه وهَتَكه، وقال:

"إن من أَشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور" (١).

ولما شُكِيَ إليه الإمامُ الذي يطيل بالناس صلاته؛ حتى يتأخرَ بعضهم عن الصلاة معه غضب - واشتد غضبه، ووعظ الناسَ، وأَمر بالتخفيف (٢).


= وفي باب الصبر في الأذى ١٠/ ٥١١ (٦١٠٠) وفيه قول ابن مسعود: "فقال رجل من الأنصار: والله إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله قلت: أما لأقولن للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فأتيته - وهو في أصحابه - فساررته، فشق ذلك على النبي - صلى الله عليه وسلم - وتغير وجه وغضب، حتى وددت أني لم أكن أخبرته .. ".
وفى كتاب الاستئذان: باب إذا كانوا أكثر من ثلاثة فلا بأس بالمسارة والمناجاة ١١/ ٨٣ ح (٦٢٩١) وفيه قول ابن مسعود: فقال رجل من الأنصار: إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله! قلت: أما والله لآتيّن النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتيته وهو في ملأ فساررته فغضب حتى احمر وجهه، ثم قال. رحمة الله على موسى أوذي … ". وفي كتاب الدعوات: باب قول الله تبارك وتعالى: {وصل عليهم} ومن خص أخاه بالدعاء دون نفسه، قال أبو موسى: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللهم اغفر لعبيد: أبي عامر، اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه" ١١/ ١٣٦ ح (٦٣٣٦) وفيه قول ابن مسعود: فأخبرت النبي - صلى الله عليه وسلم - فغضب حتى رأيت الغضب في وجهه وقال: يرحم الله موسى … ".
وأخرجه مسلم في كتاب الزكاة: باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي إيمانه ٢/ ٧٣٩ من وجهين ح ١٤٠، ١٤١ الأول: من طريق منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود قال: لما كان يوم حنين آثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناسا في القسمة فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى أناسا من أشراف العرب، وآثرهم يومئذ في القسمة، فقال رجل: والله إن هذه القسمة ما عدل فيها، وما أريد فيها وجه الله، قال: فقلت: والله لأخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فأتيته فأخبرته بما قال: قَال فتغير وجهه حتى كان كالصرف (صبغ أحمر يصبغ به الجلود وقد يطلق على الدم).
ثم قال: "فمن يعدل إن لم يعدل الله ورسوله؟ " قال: ثم قال: "يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر" قال: قلت: لا جرم لا أرفع إليه بعدها حديثًا.
والثاني من طريق الأعمش، عن شقيق: عن عبد الله، بنحوه وفيه: "فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فساررته، فغضب من ذلك غضبًا شديدًا، واحمر وجهه، حتى تمنيت أني لم أذكره له".
(١) أخرجه البخاري في كتاب الأدب: باب ما يجوز من الغضب والشدة لأمر الله تعالى، وقال الله تعالى: {جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم} ١٠/ ٥١٧ ح (٦١٠٩) من طريق الزهري عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في البيت قوام (سترةً ستارة رقيقة أو صفيقة) فيد صور فتلون وجهه ثم تناول الستر فهتكه وقالت: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من أشد الناس عذابًا يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور".
وأخرجه مسلم في كتاب اللباس والزينة: باب تحريم تصوير صورة الحيوان وتحريم اتخاذ ما فيه صورة غير ممتهنة بالفرش. ونحوه (٣، ١٦٦٧) ح ٩١، ٩٢ من وجوه عدة.
(٢) كما روى البخاري في صحيحه [٣] ك العلم: [٢٨] باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره=

<<  <  ج: ص:  >  >>