والحديث عند ابن كثير في التفسير ١/ ٤٠٧ وذكر تعقيب الترمذي على الحديث بالحسن ثم قال: وقد ذكرنا طرقه والكلام عليه مستقصى في "مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه" وبالجملة فهو حديث حسن وهو من رواية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عن خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبي بكر رضي الله عنهما ثم قال: ومما يشهد بصحة الحديث ما رواه مسلم في صحيحه عن أمير المؤمنين: عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ - أو فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء" وفي الصحيحين عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه توضأ لهم وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدّث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه" ثم قال ابن كثير: فقد ثبت هذا الحديث من رواية الأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين، عن سيد الأولين والآخرين ورسول رب العالمين كما دل عليه الكتاب المبين من أن الاستغفار من الذنب ينفع العاصين. ا. هـ. وهذه لمحة ذكية لا تستغرب على حافظ محدث مفسر مؤرخ كابن كثير فلله دره؟! ولعل الولوع بتتبع روايات مثل هذا الحديث عن الخلفاء الأربعة وقد اجتمع اثنان منهم على روايته فيما ساق ابن رجب أولا هو الذي حدا بابن رجب أن يورد حديث عثمان في هذا عقب هذه الرواية. أليست مدرسة واحدة ورياضًا فريدة يصدر عنها هذا وذاك وغيرهما؟ هي مدرسة الحديث النبوي ورياض الذكر الحكيم؟! بلى. وإنها لرياض يانعة، وإنها لمدارس ممرعة! علمًا ومعرفة وفقها وحكمة!!. (١) أخرجه البخاري في: ٤ - كتاب الوضوء: ٢٤ - باب الوضوء ثلاثًا ثلاثا من حديث عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عن إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد: أن حمران مولى عثمان أخبره: أنه رأى عثمان بن عفان دعا بإناء فأفرغ على كفيه ثلاث مرار فغسلهما ثم أدخل يمينه في الإناء فمضمض واستنشق ثم غسل وجهه ثلاثًا ويديه إلى المرفقين ثلاث مرار، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه ثلاث مرار إلى الكعبين ثم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - … " باللفظ المذكور، ح ١٥٩ - ج ١ ص ٢٥٩. وأورده عقبه ح ١٦٠ من حديث صالح بن كيسان، عن ابن شهاب قال: ولكن عروة يحدث عن حمران: فلما توضأ عثمان قال: ألا أحدثكم حديثًا لولا آية ما حدثتكموه؟ سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يتوضأ رجل يحسن وضوءه، ويصلى الصلاة إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة حتى يصليها" قال عروة: الآية: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ} [سورة البقرة: ١٥٩] ج ١ ص ٢٦١. وفى: ٢٨ - باب المضمضة في الوضوء ١/ ٢٦٦ ح ١٦٤ بنحو الأول وفي: ٣٠ - كتاب الصيام: ٢٧ - باب سواك الرطب واليابس للصائم ٤/ ١٥٨ ح ١٩٣٤ بنحوه. وفي: ٨١ - كتاب الرقاق: ٨ - باب قول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} ح ٦٤٣٣ مختصرًا لكن سياق الحديث بنحو ما تقدم ثم قال عقبه: وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تغتروا" ١١/ ٢٥١. =